نداء مخلص لله وللوطن، مختلط بقليل من القلق وكثير من التفاؤل والأمل فى مستقبل أفضل لمصر يسير بخطى واثقة للأمام، لا عودة إلى ما كان، فعقارب الساعة لا ترجع أبداً للخلف.
يا أيها الرئيس القادم بقدر الله ومشيئته: حذار من بطانة قد تكون فاسدة، لها باع طويل وعريق ومتأصل فى إفساد الحكام كما تعلم ونعلم جميعاً على مر العصور.
أولاً، ينبغى على المرشح أن يبدأ بداية مشرفة منذ إطلاق حملته الانتخابية، وألا يسمح لمن حوله باستخدام الأدوات الرخيصة فى الدعاية، التى تعتمد بالأساس فى مثل هذه الحالات على تشويه المرشح الآخر والتشهير به بشكل مكثف ربما يكون أكثر من عرض وتوضيح برنامج المرشح ذاته.. ولن ينتج عن مثل هذه الأفعال سوى مزيداً من النفور والرفض من قِبل الجماهير.
كذلك الإفراط فى تمجيد وتفخيم المرشح الذى ربما يكون هو الرئيس فيما بعد، لا يعود عليه إلا بنتيجة سلبية واحدة هى انصراف قطاعات معينة عنه كنتيجة مباشرة لتصرفات من حوله المبالغ فيها بشكل مستفز.
أرجو أن نشهد هذه المرة معركة انتخابية نزيهة، منزهة عن الانحرافات، متعالية على الشبهات، يعلن فيها كل مرشح عن نفسه دون مبالغة، وعن برنامجه دون مزايدة على غيره، وأن يسيطر على انحرافات من حوله من المروجين الذين ربما لا تزيده أفعالهم إلا خسارا.
فإن أحسن الرئيس اختيار معاونيه ومستشاريه ومن حوله، واعتمد على البحث الجيد عن الكفاءات فى مختلف التخصصات بغض النظر عن كون هذا الاسم مشهوراً أو ذائع الصيت من عدمه، ولا يكتفى بهذا الاختيار فحسب، بل عليه ألا يكف أبداً عن المتابعة والمراقبة وتقييم الأداء، وألا يسمح بما كان يحدث سابقاً من فساد الحاشية وأيضاً إفسادها أن يحدث ثانية، فإن صحت بطانة الحاكم وكانت لها كل الصلاحيات فى انتقاد وتوجيه الرئيس، وكان له هو الآخر نفس القدر من التقويم المستمر لمن يخطئ أو يحيد عن الطريق المنشود، لاستقامت الأمور.
أعلم جيداً مدى صعوبة الموقف، فى ظل تواجد قطاعات جاهزة مدربة من المفسدين الذين اعتادوا التطبيل والتهليل والتبرير لأى حاكم أو حتى محتمل أن يكون!
همسة صدق فى أذن الرئيس المحتمل الذى يتوافق عليه غالبية الشعب ويحظى بحب وتقدير غير مسبوق: لا تثق فى من يسعى إليك مهرولاً، بل امنح ثقتك لمن لا يتكالب عليها ممن هم أهلاً للثقة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة