(1) من موقعى هذا أشتم رائح مستنقع خيبة الأمل الذى سقط فيه كل الصحفيين والإعلاميين الذين دقوا كل أنواع المعازف للمشير السيسى وسعوا لإقناع الناس أنهم من أهله المقربين ولسانهم لا ينطق إلا بما هو قادم من عقله وقلبه، ثم تصدمهم وتصدم الناس خطوة المشير السيسى التى أعلن عنها فى حواره مع أحمد الجارالله فى صحيفة السياسية الكويتية وتصيبهم الصدمة بدوخة يتبعها سؤال: ولماذا فى جريدة كويتية ولماذا ليس مع واحد منا؟ وهل فى هذا الاختيار إعلان للناس بأنهم أقل قيمة من إعلان البيان المهم للناس؟
هم الآن يستخدمون تصريحات العقيد أحمد على، المتحدث باسم القوات المسلحة، كورقة توت تستر عورتهم، ويرددون نغمة أن ما نشره الجارالله فى السياسية الكويتية مجرد اجتهاد صحفى، رغم أنهم أهل صحافة ويعلمون تماما أن لا اجتهاد مع نص حوار، وأن الرد على تأويل حديث شخصية بأهمية المشير السيسى لابد أن يكون تكذيبا رسميا فاضحا للصحفى وعدم أمانته وليس مجرد تصريح عائم من المتحدث العسكرى.
(2) هم يستمرون، وأنت معهم، فى التأكيد على أن المشير رجل وطنى ولا يمكن أن يعلن ترشحه للرئاسة من صحيفة كويتية، واستنادا إلى رغبة إثبات السابق من كلام، يقولون إن الجارالله حرّف تصريحات المشير، وأن تاريخ الجار لله مثبت به وقائع مماثلة مع عدد من أمراء الخليج، حرف تصريحاتهم ثم اضطر للاعتذار عنها فيما بعد.
هم يقولون ما سبق وأنا أقول حسنا.. هل يجوز لشخصية كبيرة أن تجرى حوارا مع صحفى دون الاطلاع على تاريخه؟ وإن تم الاطلاع على تاريخ الجار الله المفعم- كما تنشرون- بتأويل تصريحات كبار المسؤولين ألا يستدعى ذلك رفضا لإجراء الحوار وانتقاء شخص محل ثقة أو أن يكون المشير وفريقه أكثر حرصا وحذرا على مراجعة الحوار والتصريحات وضمان وصولها إلى القارئ دون شائبة أو احتمال لتأويل؟ وهل يمكن للمواطن المصرى أن يتغافل أو يتناسى أو يتغاضى عن إعلان خوفه من تكرار حدوث مشكلة كلما أجرى المشير حوارا صحفيا بسبب سوء التنظيم والاختيار والترتيب؟ وهل يمكن أن تمر تلك الوقائع دون أن يكون لها مدلول يستنبطه أهل العقول والراغبون فى وضع أحمال الوطن فوق كتف لا يعرف طريق الخطأ ولا يترك شيئا للصدفة؟
كلها أسئلة أنت تعرف إجابتها جيدًا.. ولكن هل تعرف أن لها استكمالات أكثر إثارة للقلق.. تعال وأنا أقولك..
(3) أليس غريبًا أن الرجل الذى قال فى جلسة مجلس الوزراء منذ 3 أسابيع أنه لا عودة للوجوه القديمة، أن يسقط فى فخ جلبها هو إلى الساحة؟
من حق أى مسؤول أو أى شخصية عامة أن تجرى ما تشاء من حوارات مع من تشاء من أشخاص ولكن، وضع ألف خط أسفل كلمة ولكن.. فى ظروف كتلك التى تعيشها مصر، وفى ظل أجواء ملبدة بغيوم الخوف من تكرار الماضى وعودة سياسات نظام مبارك، أليس من الأفضل أن يتوقف كل صاحب سلطة أو كل راغب فى الوصول إلى السلطة قليلا للتفكير فى أى مسلك سيسلكه للابتعاد عن كل الطرق والدروب التى كان يسير بها مبارك أو مرسى؟
أجب أنت بنفسك عن السؤال السابق، وأنت تتذكر أن الجارالله والسياسية الكويتية تحديدا كانت المكان المفضل لمبارك لإطلاق تصريحاته للخليج وإجراءا حوارات تحمل بعض بالونات جس النبض، فكر فى الأمر وأتبع تفكيرك بسؤال جديد: ألم يحن الوقت للاهتمام بالتفاصيل الصغيرة؟ ألم يتعلم اللاحقون من درس مبارك ومرسى وكيف سقطوا حينما أهملوا التفاصيل الصغيرة؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة