الفرق بين فيس بوك وتويتر أن الأول يطلعك على حال أصدقائك، الذى لا يختلف كثيراً عن حالك، تشعر أنه موقع مواساة أكثر منه موقع تواصل، يوجد دفء ما فى التعامل وقليل من البهجة، على عكس الثانى، تشعر أنك غير قادر على عبور الشارع بسبب سيارات مسرعة لا تعرف من أين تأتى، أنت لا تشعر بالخطر ولكنك غير آمن، توجد صفاقة كثيفة غير مبررة وحكمة مبالغ فيها، لأن السياسيين والباحثين عن أدوار كبرى حريصون عليه أكثر، أصدقاء فيس بوك تمكنوا من خلق عالم افتراضى مقبول، مليئ بالمناسبات الشخصية والمعايدات والأحزان الخاصة، التى بمجرد الإشارة إليها تجد الجميع إلى جوارك، يحاول كل منا أن يرسم صورة جديدة له أمام أصدقائه، وهم يتقبلون ذلك بصدر رحب لأن الحال من بعضه، لم يعد معظم مستخدميه فى حاجة إلى الكلام، اعتقدوا معه أنهم فى قلب العالم وفى الزمن المناسب، استغنوا عن الاحتكاك الطبيعى الذى طور التاريخ، أشعر أحيانا أنه موقع مناسب لبناء مكان للوحدة، وأن نقرات الإعجاب ما هى إلا رد فعل فطرى كان يسبق اكتشاف اللغة، الطفل مارك زوكربيرج الذى اخترع لوالده طبيب الأسنان جهازا يتواصل به مع ممرضته، ولاحقا أسس مع صديقين له الموقع الأزرق، لم يكن يحلم وهو يحتفل بمرور عشر سنوات على إطلاق الموقع قبل ثلاثة أيام، أنه ساهم فى تأكيد العزلة وإشعال الثورات، وأنه نصب مسرحاً للمعجبين بصورهم الشخصية، والذين يؤمنون بعبقرية أطفالهم.