علاء عبد الهادى

قراءة فى برنامج المرشح الرئاسى المحتمل عبدالفتاح السيسى

الأحد، 09 فبراير 2014 09:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل المؤشرات تقول، إن الساعات القادمة ستشهد إعلان المشير عبدالفتاح السيسى بصورة رسمية خوضه غمار معركة الانتخابات الرئاسية، استجابة لرغبة شعبية عارمة، كل المؤشرات تقول أيضا إنه قد يخوضها كمرشح وحيد بلا منافسين حقيقيين. ليس هذا هو المهم الآن، فكل هذا تحصيل حاصل، الأهم عندى وعندك أن الملايين التى خرجت استجابة لطلب السيسى لتفويضه بمواجهة إرهاب الإخوان، وكلفته بإنهاء مرحلة اختطافهم للبلاد، تحتاج الآن إلى عقد جديد يحكم العلاقة بين الطرفين، لأن الظرف اختلف، وإذا كان الملايين قد ثمنوا ما فعله المشير، فإنها تحتاج الآن من المرشح الرئاسى السيسى إلى أمر جديد، تحتاج إلى استكمال الحلم، وتحويله إلى واقع ملموس، بمعنى آخر يجب ألا نعطى شيكا على بياض للسيسى، نعم قد نعطيه الثقة بعد أن استعاد الوطن، ولكن لا بد أن يخرج علينا المرشح الرئاسى المحتمل عبدالفتاح السيسى ببرنامج متكامل، وحقيقى قابل للتطبيق، والأهم أن يكون واقعيا، وليس من قبيل الوعود الكاذبة مثلما فعل مرسى الذى شنق نفسه بوعد عنترى لحل مشكلات عويصة فى مائة يوم وهى فى الحقيقة تحتاج إلى سنوات من العمل المخلص.

يهمنى أن تحكم المصريين برئيسيهم المرتقب «السيسى حسب كل التقديرات» علاقة جديدة قائمة على الحب والاحترام، وليس التقديس، لا نريد أنصاف آلهة، ولا نريد فراعنة، لأننا، للأسف الشديد، لم نبرأ بعد من فيروس تقديس الآلهة الذى ينخر فينا، وكأن الأمر له علاقة بالجينات التى ورثناها عن الفراعنة، وإذا لم يعجبك كلامى فانظر حولك وشاهد حملات النفاق للسيسى، التى بدأت مبكرا فى كل الشوارع وأجهزة الإعلام، ويجب أن يكون السيسى من الذكاء والفطنة، وكل المؤشرات تقول، إنه كذلك، ويقطع الطريق على هؤلاء الذين يكونون عبئا عليه ويأخذون من رصيده لدى الناس. نريد برنامجا نسائل عنه الرئيس بعد فترة نتفق بعدها على الحساب، ونتعهد له بالعمل، والخروج من حالة الإجازة الممتدة التى نعيشها منذ 25 يناير 2011 وحتى اليوم، نريد منه حسما وحزما، وأحلاما، نريد عدة مشاريع قومية نلتف حولها، وننقذ بها شبابنا من الوقوع فى براثن البطالة والجماعات التكفيرية، نريد برنامجا ينفذ مطالب ثورتى يناير ويونيو.

أريد أن أسمع من المرشح الرئاسى المحتمل عبدالفتاح السيسى ماذا سيفعل مع الإخوان ومع جماعات الإسلام السياسى؟ هل سيجنح إلى المزيد من الصدام معهم، أم أن موقعه الجديد قد يفرض عليه اعتبارات لم الشمل، والقبول، بما كان قد رفضه وهو وزير للدفاع؟ والأهم كيف سيجمع شمل الوطن على قلب رجل واحد، وهذا دوره كرئيس لكل المصريين، معه أو ضده، إخوان، أو غير إخوان؟ هل لدى المرشح السيسى برنامج للعدالة الانتقالية، وتصور لمصالحة يجمع بها شتات أبناء الوطن، أم الحديث عن المصالحة خيانة، وأمر لا يقدم عليه إلا الضغفاء وهو ليس كذلك؟ لا أملك إجابات، ولكنى فقط أسأل وبالتأكيد سيسأل الملايين غيرى أمثال تلك الأسئلة، وربما أكثر، وعلى المشير السيسى أن تكون لديه إجابات عليها جميعا، والأهم أن تكون تلك الإجابات عن قناعات قابلة للتطبيق لأن الشعب المصرى أصبح صدره ضيقا، ولا يحتمل من يراوغ أو يماطل، وأهم مميزات السيسى الصراحة والجمل القصيرة الواضحة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة