محمد الدسوقى رشدى

وما ذنب السيسى؟!

الأحد، 09 فبراير 2014 10:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
(1) يسألونك ببراءة غير معهودة: وما ذنب السيسى فيما يفعله المحبون؟، بأى منطق تحملون الرجل خطايا فجاجة حب أنصاره، وضعف قدرتهم النفاقية، وجفاف خلايا إبداعهم عن ابتكار ما هو جيد لدعم الرجل كمرشح رئاسى فى الانتخابات القادمة؟، لماذا يتحمل السيسى ذنوب من يهللون له أو يتحدثون باسمه؟..

يسألونك بغضب عن كل ما سبق، وحينما ترد قائلا: ولماذا كنتم أنتم أول من حمل مرسى ذنوب أنصاره وأحلام إخوانه وأحاديث صبحى صالح والعريان وخميس باسمه؟، يباغتهم الصمت ولا يأتيكم أحدهم بجواب، وتضطر للاستطراد قائلا: تعالوا لأخبركم وما ذنب السيسى؟!

(2) قبل شهور من الآن كنت تسمعهم يصفون مرسى بالرئيس الربانى المؤيد إلهيا والمصطفى سماويا، والآن تسمعهم يتحدثون عن المشير عبدالفتاح السيسى وكأنه مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ مصر، يقول عنه البعض عبدالناصر الجديد، بينما يتغزل آخرون فى ملامحه وشجاعته. ثم ابتذل شاعر مغمور معنى الشعر والأدب ومعنى شعبية الرجل التى فاز بها عقب موقفه من مظاهرات 30 يونيو ويكتب له قائلا: «نساؤنا حبلى بنجمك»!!
س: برضه فين خطأ السيسى هنا.. المفروض الراجل يعمل إيه يعنى؟!
ج: اقرأ القادم وستفهم وتعرف، اتفضل اقرأ..

(3) فى نهج البلاغة يقول سيدنا على - رضى الله عنه - احترسوا: من صور الإطراء والمدح، فإن لهما ريحا خبيثة فى القلب، ويقول أيضا إن كثرة المدح لمن يملكون الجاه والمال والسلطة تدهشهم حتى لتأخذهم العزة بالإثم، وتجعل الممدوح يشط فى أفعاله عن الحق.

(4) إذن هل يجوز لنا أن نسأل: لماذا لا يرفض السلطان أو الحاكم أو الشخص، مديح المنافقين؟، لماذا لا يرفض قصائدهم، ومبالغتهم، ويطلب منهم الخرس عن الموالسة منعا للفتنة.. فتنة الناس أو فتنة نفسه؟
السؤال أيضا يتضمن حديثا حول مسؤولية الممدوح – أيا كان اسمه أو رتبته أو منصبه - عن تمادى المنافقين فى نفاقهم.. باختصار نريد أن نفكر لماذا نكره المنافق ونرفضه، ولا نكره من رضى بالنفاق واستحسنه؟
بصيغة أخرى.. لماذا نقول دوما إن الصمت علامة كبرى من علامات الرضا، ولا نرى صمت الرؤساء وكبار رجال الدولة على من ينافقهم، وعدم ردعهم نوعا من الرضا والاستحسان، يدفعهم لابتذال نفاقهم أكثر وأكثر؟

(5) فى حديث المقداد رضى الله عنه، أن رجلا جعل يمدح عثمان رضى الله عنه، فعمد المقداد، فجثا على ركبتيه، فجعل يحثو فى وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم المداحين فاحثوا فى وجوههم التراب».
وفى فتح البارى لابن حجر شرح أكثر لمعنى «حثوا فى وجوههم التراب»، حيث قال العلماء إن المقصود بذلك أن يحرص الممدوح أو السلطان على ألا يجنى المنافق من حصاد مديحه سوى الخيبة، بينما قال آخرون إن المقصود هو أن يأخذ السلطان أو الحاكم التراب بيده وينثره فى وجه المنافق، بينما القول الثالث أشار إلى أن السلطان الذى يتعرض للنفاق عليه أن يأخذ التراب بين يديه حتى يتذكر أن مصيره إلى التراب فلا يطغى عليه نفاق المنافقين.
وفى موضع آخر نرى طريقة نبوية للرد على المنافقين، حيث سمع النبى عليه الصلاة والسلام من بعض المسلمين ثناء عليه متكلفا، فقد قيل له: يا سيدنا وابن سيدنا، ويا خيرنا وابن خيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس عليكم بتقواكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبدالله، عبدالله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعونى فوق منزلتى التى أنزلنى الله عز وجل».

(6) هل أدركت الآن ما هو ذنب السيسى، أو أى شخص يقابل منافقيه بالصمت؟!، حتى يمنع المشير غير المختصين والمكلفين من الحديث باسمه، ويصدر بيانا واثنين وثلاثة وعشرة يستنكر ويرفض فيها إيقاعات الطبالين وفجاجة المروجين لفكرة ترشحه للرئاسة وتهديدات وإرهاب الإعلاميين لكل من اقترب من شخصه سيظل مسؤولاً وشريكاً وصاحب ذنب!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة