باسم يوسف شخص ناجح، يتابعه
خصومه قبل محبيه، لعب دورا
مهما فى عام المحنة، الذين يريدون
مصادرته وحبسه لأنه يقول كلاما
لا يروق لهم خاسرون لاشك، حتى
لو نجحوا فى مسعاهم، لأن الحرية
لا تتجزأ، باسم اختار طريقة للتناول
ونجحت، وربما يواجه مشكلة مع
نفسه لا مع خصومه، لأن المادة الخام
التى توفرت له أثناء حكم الإخوان
جعلت منه أكبر كوميديان فى مصر،
الآن هو مضطر إلى اختراع الضحك
فى مناخ آسن، والكوميديان عندما
يفشل فى إضحاك جمهوره من خلال
الطرق المعتادة يلجأ إلى المبالغة فى
الإيحاءات الجنسية وانتقاء عبارات
لم يتعود المشاهد على سماعها فى
التليفزيون، رغم أنه يستمع إلى هذه
العبارات فى الشارع أو المقهى ولا
يضحك عليها، بالإضافة إلى عودة
الكوميديا إلى مرحلة التلسين على
أشخاص يعتقد باسم أن ذكرهم
صراحة يعرضه للخطر.
الذين أحبوا باسم فى سنة
الإخوان أحبوه لأنه تربص - وعلى
حق - بعلامات زمنهم، وفضحهم
وفرج الناس عليهم، وعندما تغير
المشهد استهجن القطاع الأكبر من
جمهوره تسليط اللسان على أناس
يعتبرونهم أنقذوا البلد، مشكلته
الأخرى والتى ينبغى أن يتجاوزها،
هى ضيق صدره من النقد، الذى
جعله ينتقم أولا بأول من الذين
صنفهم فى خانة الخصوم، فى
عودته الثانية كنت أعتقد أنه سيبحث
عن آلية جديدة لتوليد الكوميديا، أو
تغيير شكل البرنامج، ولكنه اعتبر
الوصفة الأولى صالحة، وأن طرائق
القنص التى حققت نجوميته صالحة
للاستمرار، يحق لباسم يكمل
تجربته كما يريد، وأن تتوقف أيضا
نغمة الوصاية على المجتمع.