علا عمر

حدث بالفعل فى بريطانيا

الثلاثاء، 11 مارس 2014 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه المرة بالذات سنتحدث بالأسماء, لدى قصة ولدى جريمة ولدى مجرم ومدان أخيار وأشرار، كحال أى رواية، ولكن واقعية حدثت بالفعل, الجديد ( فى ردود أفعال وفى مبادرات، فى مشروع قانون، اتفعل فى بعض المدن البريطانية)، لأنى أكره الروتين والإطالة والكلام المغلف والممل، وأشفق على أى قارئ وكاتب من الملل والتطويل والتعقيد والعجرفة أبطال القصة (الأخيار والأشرار) حسب تسلسل أحداث الجريمة.

كلير وود (36 سنة القتيلة ) وأم لطفل (2) تريزا ماى امرأة والأهم (تشغل منصب وزيرة داخلية بريطانيا) (3) جورج أبليتون ( فى آواخر العقد الثالث) القاتل وصديق القتيلة سابقاً (4) مايكل براون والد كلير(القتيلة) (كان يشغل منصب ضابط سابق ومشرف بأحد سجون بريطانيا)، (5) jinn keeper رئيس جمعية رفيوج الخيرية لمكافحة العنف وأحد المشاركين فى الحدث، (6) نورمان بيكر وزير منع الجريمة ببريطانيا سنة ومكان الجريمة: سنة 2009 بسالفورد منشتر الكبرى
تعرفت (كلير وود) القتيلة على أبليتون، وهى فى العقد الثالث من عمرها لديها طفل من زوج سابق,... للأسف أبليتون صديق القتيلة (كلير) كان لديه سجل فى الشرطة فى ممارسة العنف بمنزله, وتعرضه للعنف الأسرى ومارس العنف الجسدى والنفسى ضد النساء ومسجل فى الشرطة (استوقفتنى العنف النفسى دى كثيراً ) لكن دعونا نكمل (كلير وود القتيلة تعرضت للعنف ضربات مبرحة حتى فقدت الوعى, ثم الخنق, ثم أشعل أبليتون النار بجثتها بسالفورد بمانشستر فى 2009 ثم لاذ بالفرار وشنق نفسه بعد أن انتشرت صورته فى الأخبار ومواقع التواصل بالفعل، بعد أن شك مايكل براون الوالد لحسه البوليسى، نظراً لأنه ضابط سابق بعد اختفاء ابنته, والد كلير (مايكل براون) قال حسب الصحيفة الإنجليزية ما ذكرت (بعد أن رأيت جثة ابنتى متفحمة كنت أقف فى الجوار يملأنى الإحساس بالضياع، وكنت أشعر وقتها أننى خسرت ابنتى وخسرت المعركة كلها.. انتهت القصة عند كلير حتى الآن.. لماذا أروى قصة كلير؟ ولماذا ذكرت كل هؤلاء؟ ولماذا نسجت رواية ولها أبطال؟ وما البطولة التى فعلوها فى جريمة انتهت!!! بقاتل وقتيلة "قتلى".

ببساطة الأب مايكل لم ينته دوره.. بحرق ابنته وضابط متقاعد فى المنزل كان من أحد أهم القائمين على مبادرة تحولت ونجحت إلى قانون تجريبى يطبق الآن فى أربعة من أكبر المدن البريطانية المبادرة، التى أصبحت قانون (تسمح لأى فتاة لها صديق أو تفكر بالزواج بالاستعلام من الشرطة عن شريك الحياة أو الذى سيصبح, وما إذا كان له سجل فى ممارسة العنف الأسرى أم لا القانون الذى فعل بالفعل (فى يوم المرأة العالمى 8 مارس)، يتضمن معلومات عن شريك الحياة يجنب البريطانيات أن يقعوا فى العنف, أو يكن ضحايا له, ويحق للصديقة أن تذهب وتستعلم عن تاريخ الزوج الإجرامى أو إذا كان له أى ملفات من هذا النوع سواء مع صديقة سابقة أو إكس على حد قولهما.
رحبت (وزيرة داخلية بريطانيا) بالأمر وهى امرأة تدعى (تريزا ماى) قالت إنه لا ينبغى التهاون فى هذا الأمر !!! نفقد 120 امرأة سنوياً نتيجة العنف الذكورى ضد النساء (كم امرأة تفقد فى مصر يومياً ؟؟ أرجوكم انظروا إلى صفحات الحوادث من أطفال ونساء فى العشرينات ماذا يحدث لهن).

أعلنت وزارة الداخلية فى بريطانيا أن القوانين التى تسمح بالاستعلام عن تاريخ شريك الحياة الإجرامى, وطبقت تجريبياً فى المناطق الأربعة (مانشستر الكبرى، وجيونت ويلز، ونوتنجهام شاير، وولتشاير).. أنقذت ما يقرب من 100 امرأة كانت من الممكن أن تتعرض للعنف أو تلقى حتفها حتى الآن.. وزيرة الداخلية البريطانية السيدة (تريزا) قالت إن قانون ( كلير) يساعد الناس الذين يعتقدون أن شريك الحياة شخص عنيف, ويميل للاستخدام العنف من معرفة ما إذا كان هذا حقيقياً أم لا. ويكشف للضحية الجديدة ما إذا كانت تعرضت الزوجة السابقة أو الصديقة لضرب مبرح، أو ضرب حتى الموت، أو حتى تعرض أحد المحيطين به لأى نوع من العنف أو الاغتصاب أو محاولة التحرش (نحن مازلنا على أرض الواقع).

جين كيبر: رجل فى الخمسينات من العمر ومسئول بجمعية رفيوج (refuge) الخيرية: بالرغم من أنه رجل لم يدين القانون إطلاقاً، بل رأى إن القانون غير كاف لحماية المرأة ولا يستهدف المشكلة الحقيقية، أضاف مستر كيبر ورأيه يحترم جداً أن قانون الكشف عن شريك الحياة غير كاف لأن معظم ممارسى العنف الأسرى غير معروفين للشرطة ولا لوحدات الرعايا ولا لغيرها من المنظمات وحتى لذهبت إلى الشرطة للاستعلام فلن تتمكن الشرطة من معرفة الكل، وماذا لو كانت هذه الشريكة أول ضحية بالنسبة للجانى؟ ورأى أن هناك فشلا من الشرطة وبعض أجهزة الدولة فى ترك ضحايا العنف بالمستشفيات بدون تحريات!.

يتبقى (نورمان بيكر) وهو من اسمه رجل وهو يشغل منصب: (وزير منع الجريمة ببريطانيا) ماذا فعلت وزارته بمناسبة يوم المرأة العالمى لم يُستضاف فى برامج التوك شو ويظهر على مانشتات الجرائد يتحدث عن أهمية المرأة فى حياته، وما هى المرأة وكلام فى كلام ويبتسم ويغمز!!.. خصصت وزارته 40 مليون جنيه إسترلينى لدعم ضحايا العنف الأسرى سيدات أو أطفال .. أكثر الشخصيات التى تأثرت بها ليست قوة شخصية وزيرة الداخلية ولا مساندة الرجال مستر كيبر أو مستر نورمان بيكر وزير منع الجريمة بل والد كلير (مايكل براون) لم يقف عند موتها , لم يتهمها ’لم يذكر أنها أخطأت الاختيار فى اختيار صديق، أو شريك حياة تعيش معه سجله حافل بالعنف، لم يتهمها بالغباء، لم يبكى عليها فقط ويكتفى بل قرر فعل شىء لها يخلدها ..ونجحت المبادرة وتحولت إلى قانون تدعمه الداخلية، والمؤسسات الاجتماعية، والمؤسسات النسوية ومؤسسات منع الجريمة وأهدى إلى المرأة فى يومها .

لم أحك جريمة قتل أحكى قصة نجاح مبادرة (رجل) لحماية كل النساء، يوم 8 مارس ليس يوم ليذكر فيه المذيع او المذيعة المبجلة أمام الكاميرات: آه النهاردة اليوم العالمى للمرأة وبحيى كل مرأة مصرية ساهمت وشاركت وأشكرك وانتى وانتى وكلام ع الهوا وفى الهوا أيضاً ونقلب على اللى بعده ده غير بعض الكتاب للأسف تناولوا اليوم وكأنه للتذكير بأن المرأة خلقت للتبعية، المشكلة ليس لها علاقة بالرجولة أو الذكورة المشكلة لها علاقة بعقول تعمل اتجاه واحد، حاملة فيروسات وتقاليد من الجاهلية وترفض التخلى عنها لاعتقادها فى أنها انتيكات قيمة مع أنها صدأة عفنة .. بقى أن نعرف لماذا 8 مارس تحديدا؟.

فى يوم 8 مارس 1908 خرجت آلاف عاملات النسيج للتظاهر فى شوارع(نيويورك) والشرطة تدخلت بوحشية كانت النساء يحملن قطعاً من الخبز اليابس والورود ( فى إشارة إلى قلة الأجور التى لا تكفى وعدد ساعات العمل الشاق بأنثى رقيقة كالورود)، طالبت المسيرة (1) تخفيض ساعات العمل، (2) وقف تشغيل الأطفال (3) ومنح النساء حق الاقتراع وحق الانتخاب والمشاركة فى العملية السياسية وبدا الاحتفال بـ 8 مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك 1908، وانتقلت العدوى إلى نساء الدول الأوربية لتخصيص يوم واحد فى السنة للاحتفال بها كمرأة فقط على الصعيد العالمى لها حقوق وكيان ومطالب لكن اعترف بها بعد سنوات طويلة 1977، لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبنى والاعتراف بالمناسبة غير بعد سنوات طويلة سنة 77 . كان الحديث عما حدث بالفعل فى بريطانيا لكن أنا هنا فى مصر.. ربما يأتى يوم وتتحرر عقول بعض الرجال من سجون الموروثات والتقاليد والطبقية. الأفعال دائماً صوتها أعلى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة