إبراهيم داود

قلب فريد

الثلاثاء، 11 مارس 2014 10:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد فريد أبوسعدة من القلائل الذين أنتهز أى مناسبة للكتابة عنهم، لأنه شاعر كبير ولأنه صديق ولأنه ظلم ولأنه مبهج، آخر مرة قبل شهور احتفلت بصدور أعماله الكاملة، هذه المرة أعيد تأكيد منزلته عندى بعد نقله إلى المحلة الكبرى لبدء مرحلة العلاج الطبيعى ونجاته من جلطة فى القلب، كتب فى إحدى قصائده» المحلة هذه الفراشة تثقب الروح، ساحرة، ومفاجئة كانفلات الوتر، العجوز التى هدهدتنا على حجرها فى المساءات، تبهرنا بالحكايات حتى ننام»، استنفذ فريد فى دواوينه الأولى غنائية قصيدة الرواد التى كان أمل دنقل آخر فرسانها وكان مشغولا فيه بالمراثى والرثاء، «يتلكك» على ذكرى أو رحيل «ليعدد» ويسمع نفسه صوته ويدربه على الغناء، هو يعرف «أن أسفلت هذه البلاد طلاء: على قشرة القنبلة».

فى مرحلته الوسطى جرب الانتقال بصوته من مقام إلى مقام دون أن تتغير نبرته، خطفه عالم التصوف برجاله وقيمه ومفاجآته، «كان يتفقد عمره من أعلى، مثل منطقة منكوبة»، انتقاله وقلقه وبحثه الدائم عن حلول جديدة فى الكتابة هو الذى أطال عمر قصيدته، وجعلها طازجة رغم مرور الزمن، لم يستند إلى الماضى، كما يستند السكران على الحائط، فى دواوينه الأخيرة تجلت موهبة فريد الحقيقية، الريفى، العاشق المتصوف، المدينى، المسالم، القناص.. دخل قصيدة النثر دون أن يتخلى عن بعض حيل جيله فى القنص، ومع هذا تشعر أنه ينتمى للأجيال الأحدث، هو يعتمد على مخزون البداهة الذى داست عليه أقدام البلاغة الثقيلة، يتأمل المشهد بدون مرارة، ألف سلامة عليك يا فريد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة