لا حديث فى مصر الآن إلا عن مشروع المليون وحدة سكنية التى أعلنت عنه الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بالتعاون مع دولة الإمارات ممثلة فى شركة أرابتك التى تعد واحدة من كبريات الشركات العقارية حاليا فى الوطن العربى. المشروع هو الأضخم لبناء مساكن للشباب ومحدودى الدخل فى مصر منذ عصر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذى بنى للفقراء المساكن الشعبية على طول البلاد وعرضها، ومازالت بقاياها شاهدة على عصر البناء والتنمية حتى الآن، وأنشأ ناصر من أجله شركة التعمير والمساكن الشعبية، وتبعه ضمن خطة التنمية الشاملة بمشروع مديرية التحرير الزراعى، ومشروع الوادى الجديد، وقيام الهيئة العامة لتعمير الصحراء عام 57 قد حفل بكل ذلك بالفعل. لقد بنى للفقراء المساكن الشعبية، وبنى لمصر السد العالى، ووزع أراضى الإصلاح الزراعى على الفلاحين، وناصر حركات التحرر الوطنى، وبالتوازى مع كل ذلك أنشأ عبدالناصر شركة التعمير والمساكن الشعبية، ثم كان مشروع مديرية التحرير الزراعى العملاق، ومشروع الوادى الجديد، وقيام الهيئة العامة لتعمير الصحراء عام 57، المفارقة أن هذه المشروعات شارك فيها الجيش بسواعد سلاح المهندسين الذى قام ببناء مجموعة كبيرة من القرى فى الوادى الجديد وعدد من المحافظات الأخرى.
مشروع المليون وحدة بالتفاصيل التى تم الكشف عنها، تثبت جديته ونتمنى أن يأتى فى إطار خطة تنمية شاملة تنحاز فيها الدولة إلى الفقراء السواد الأعظم من الشعب، ولكن كما يقال.. فمشروع الألف يبدأ بخطوة والحلم يبدأ بفكرة قابلة للتنفيذ بعيداً عن التوظيف السياسى لها، لأنها بالتأكيد تعمل على حل مشكلة معقدة فى مصر، وهى مشكلة الإسكان خاصة لمحدودى الدخل الذين تجاهلتهم الدولة طوال الأربعين عاماً الماضية.
ومثلما كان للجيش دور فى عمليات البناء فى مشروع عبدالناصر، فإن دوره يتواصل أيضاً كمؤسسة وطنية عريقة فى بناء الوطن فى المرحلة القادمة التى تحتاج كل سواعد أبناء مصر فى إانجاز يستبشر به المصريون فى بداية مرحلة جديدة، وبدعم إماراتى وعربى لمساعدة مصر فى الخروج من أزماتها الحالية.
المستفيد الوحيد من مشروع المليون وحدة سكنية هم فقراء مصر، حتى لوجاء الإعلان عنه فى إطار خطة الإعلان عن ترشح المشير السيسى للرئاسة أو اعتبار المشروع البداية الحقيقية فى برنامجه الانتخابى.