كرم جبر

جامعة الخيبة العربية

الأربعاء، 12 مارس 2014 11:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقدر التفاؤل والحماس الذى استقبلنا به تعيين نبيل العربى أمينا عاما لجامعة الدول العربية، بقدر الأسف على الجامعة التى تحولت فى عهده إلى «خيال مآتة» لا يهش ولا ينش ولا يخيف الغربان ولا حتى العصافير، واستطاع هذا الرجل بقدرة كبيرة أن يشيع العمل العربى المشترك إلى مثواه الأخير، فضاعت الجامعة وخيم الصمت الرهيب على أروقتها، فلا علاقة لها بما يحدث فى سوريا، ولا دور حتى من قبيل ذر الرماد فى العيون بتهجمات قطر على مصر ودول الخليج.

هى غائبة تماما عن مجريات الأحداث فى دول الربيع العربى، ولا تعلم شيئا عن مفاوضات السلام الأمريكية بين الفلسطينيين وإسرائيل، ويستحى أمينها العام من أن يكون له رأى فى تجاوزات حماس، ولا الجرائم الإرهابية التى تطل برأسها على المنطقة، ولا أدرى كيف يتحمل «العربى» الفراغ الرهيب الذى يعيش فيه منذ أن يستيقظ حتى ينام.

فتش عن قطر التى حاربت حتى يجلس العربى على مقعد الأمين العام، وسحبت مرشحها أحمد العطية من أجل عيونه، ويبدو أنها «نشنت صح»، فجاءت برجل على مشارف الثمانين، ويلعب فى المربع الأخير فى ساحة التناقضات العربية، فلا يقول ولا يصرح ولا تسمع له صوتا، وغالبا ما يرفض التعليق على أى حدث ساخن أو بارد، وهو ما فعله أخيرا عندما سأله الصحفيون عن رأيه فى سحب السعودية والبحرين والإمارات لسفرائها من قطر، فقال عبارته الخالدة «نو كومنت»، ومن قالها فهو آمن، كمن يدخل دار ابن لقمان، آمن على نفسه ولكنه متخاذل عن أداء دوره المفترض، فى حل الخلافات العربية ورأب الصدع واتخاذ مواقف قوية، حتى يشعر العرب بأن هناك شيئا اسمه جامعة الدول العربية.

نبيل العربى كان يوُصف قبل أن يجلس على مقعد الأمين العام سنة 2011 بأنه «رجل معاد لإسرائيل»، وبعد أن جلس، أرخى ستائر الصمت والنسيان على القضية الفلسطينية، وتنفرد واشنطون بالفلسطينيين الآن، لإبرام تسوية سلمية قوامها الاعتراف بيهودية إسرائيل، والتسليم بالمستوطنات وتبادل الأراضى، وغيرها من شروط الإذعان التى يواجهها المفوض الفلسطينى، دون دعم أو مظلة سياسية من جامعة الدول العربية، التى تعانى ضعفا وتراجعا غير مسبوقين فى تاريخها، مما يجعلنا فى اشتياق وحنين لشعبان عبدالرحيم، وهو يدندن «أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى».. وإييييييه!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة