عبد الفتاح عبد المنعم

ماذا لو فشل الرئيس القادم؟

الأربعاء، 12 مارس 2014 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا العنوان الصادم سيكون هو المحور الرئيسى لكل التحليلات السياسية فى الأيام المقبلة، خاصة إذا أعلن المشير عبدالفتاح السيسى ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية مع منافسين آخرين، والسبب أن السيسى ينتمى إلى الجيش المصرى، وهو مؤسسة عسكرية يثق فيها الشعب بشكل مطلق، وهو ما جعل شعار «يسقط يسقط حكم العسكر» من الشعارات البغيضة التى يكرهها الشعب المصرى، ويرى أن كل من يردد هذا الشعار هو خائن وعميل، خاصة بعد أن انحاز السيسى والمؤسسة العسكرية إلى الإرادة الشعبية فى 30 يونيو و3 يوليو 2013، وهو اليوم الذى وضع فيه كل قيادات الجيش رؤوسهم على أيديهم من أجل هذا الوطن، ولم يخش المشير السيسى جماعة الإخوان التى هددته بحرق مصر فى حالة انضمام الجيش للشعب فى عملية عزل الرئيس الإخوانى الفاشل محمد مرسى.

موقف السيسى الوطنى هو الذى جعله يحظى بهذه الشعبية الكبيرة، وجعلت الملايين تطالبه بضرورة الترشح، وهو ما جعل «السيسى» يفكر فى الاستجابة لمطالب هذا الشعب الذى يبحث عن بطل شعبى، لكن السؤال الذى يجب أن يطرح الآن هو: ماذا لو فشل السيسى فى حكم مصر؟ وهل ستتحمل المؤسسة العسكرية هذا الفشل كما تحملت جماعة الإخوان نتائج فشل محمد مرسى؟

بداية، يجب أن نؤكد أن الخطيئة الكبرى التى وقعت فيها جماعة الإخوان ليس فقط ترشحها على منصب رئيس الجمهورية، بل أنها ربطت بين فشل هذا الرئيس ومصير الجماعة، فلو أن الإخوان فكروا قليلاً قبل تعاطيهم مع مرسى بعد عزله بشكل براجماتى لما انهار هذا التنظيم، ولما تحول إلى أكبر تنظيم إرهابى، ليس بقرار حكومى فقط، بل بقرار شعبى أيضًا، ولما خسرت الجماعة تعاطف أغلب القوى السياسية معها.. إذن، كل هذه النتائج الكارثية سببها ربط الإخوان بفشل مرسى، لأن الجميع كان يعلم أن الذى يحكم هو مكتب إرشاد الجماعة، وعلى رأسهم محمد بديع، مرشد الإخوان، لهذا خرجت الملايين تطالب بإسقاط حكم المرشد.. ما حدث مع الإخوان بسبب غبائهم السياسى، ولا نريده أن يتكرر مع المشير السيسى، أو حمدين صباحى، أو أى حاكم آخر، فإذا فشل السيسى فلا تقل إن هذا فشل حكم العسكر، ونجد مراهقى المظاهرات يخرجون ليرفعوا هذا الشعار، أو أن يفشل حمدين صباحى فنكفر بالفكر الناصرى والزعيم الخالد جمال عبدالناصر، أو أن يفشل حاكم إسلامى فنهاجم الدين، فكل حاكم يحمل فشله على نفسه، وليس على الجهة التى ينتمى إليها، مثل الجيش أو تيار سياسى، مثل الأحزاب، ولهذا على كل رئيس قادم أن يفكر مليون مرة قبل أن يدخل سباق انتخابات الرئاسة، بأن يكون بينه وبين أى جهة أو تيار ينتمى إليه مسافة، حتى لا يورط هذه الجهة معه لو فشل فى حكم مصر، ونعده بأنه لو نجح فى حكم مصر سنقول إنه نجح بشعبه كله، وليس بالجهة، أو التيار الذى جاء منه، ولن نستثنى أحدًا، سواء السيسى أو صباحى أو أى شخص جاء من تيار ما، بشرط ألا يورط تياره أو جهته فى حكم مصر، بل يتحلى هو بالشجاعة ما يجعله يقول أنا أتحمل مسؤولية فشل حكمى لمصر.. أتمنى أن تصل رسالتى للجميع حاكمًا ومحكومًا.. اللهم احفظ مصر من المزايدين عليها، اللهم آمين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة