طوال أيام ثورة يناير لم يكن المعبد اليهودى فى شارع عدلى فى حاجة إلى حراسة، لأن هدف انتزاع الحرية كان على بعد خطوات، المعبد جمع أكثر من مدرسة معمارية فى مبناه، لأن اليهود لا عمارة لهم ولا موسيقى، شهد أول أمس تشييع جثمان السيدة نادية هارون، ابنة المناضل اليسارى المصرى الراحل شحاتة هارون، الذى يحلو للمتحذلقين أن يقرنوا اسمه بكلمة «اليهودى»، الذى شارك فى تأسيس حزب التجمع، والذى رفض كامب ديفيد وعادى الصهونية وحذر طوال عمره من خطر إسرائيل واليمين المتطرف وأمريكا على مصر والمنطقة، وأراد أن يتطوع للحرب ضد الصهاينة بعد الهزيمة، وقدم هو ورفيقة يوسف درويش صورة نقية للوطنية المصرية التى لا تصنف البشر على أساس الدين أو العرق. الرجل الذى صاحب نعيه فى الأهرام كلمته البسيطة النافذة «أنا مصرى حينما يضطهد المصريون وأسود حينما يضطهد السود ويهودى حينما يضطهد اليهود وفلسطينى حينما يضطهد الفلسطينيون»، عندما مات استقدمت بنتاه حاخاما فرنسيا للصلاة عليه، لأنهما ضد إسرائيل، وأول أمس استقدمت البنت الباقية حاخاما تركيا، وسط إجراءات أمنية مشددة، لا تعرف لماذا؟، كان لنادية وماجدة أختا ثالثة تدعى منى أصابها مرض خطير فى نهاية الخمسينيات، حاول أبوها - كما كتب الصديق سليمان شفيق - الحصول على تأشيرة للعلاج فى فرنسا، خيرته السلطات بين العلاج أو اللاعودة إلى مصر، فقرر البقاء وماتت ابنته البكر، محبة هذا البلد ليست حكرا على أحد، والذين ضحوا من أجله وتصدوا لأعدائه وحلموا بالعدالة والمساواة لهم حقوق علينا، رحمة الله على الجميع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة