سعيد الشحات

«عدة الردح» ضد أهداف سويف

السبت، 15 مارس 2014 07:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع قليل من الاجتهاد سنصل إلى العلاقة بين ما حدث منذ أيام مع الكاتبة والروائية الدكتورة أهداف سويف وأسرة الناشط علاء عبدالفتاح، وبين مسألة تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية والاجتماع الذى عقده الرئيس عدلى منصور بشأنها مع بعض رؤساء الأحزاب.

تصدرت المحترمة «أهداف سويف» عائلة علاء عبدالفتاح فى وقفة احتجاجية أمام دار القضاء العالى، ورفعوا لافتات تدعو للإفراج عن «علاء» المحبوس على ذمة التحقيق منذ ما يزيد على مائة يوم، وفى مواجهة مطلب «الأسرة» بالحق الإنسانى والسياسى لولدها، كانت هناك «عدة» جاهزة تتكون من سيدتين وبعض الرجال، «العدة» تعلمت فن الردح أيام نظام مبارك، وتواصله بقوة بعد ثورة 30 يونيو، هتفت العدة: «يا خونة يا بايعين الوطن يا 6 إسرائيل»، وغيرها من الهتافات الأخرى، التى واجهاتها «أهداف سويف» بشجاعة.

بعد هذه الوقفة بثلاثة أيام، ذهب رؤساء الأحزاب إلى القصر الرئاسى لمناقشة قرار تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، أعطى الذاهبون إلى القصر قبل الاجتماع تصريحات نارية ضد التحصين، من مبدأ أنه اختراق واضح للدستور، وهذا أمر لا يمكن قبوله بعد ثورة كان من أسبابها أن محمد مرسى «المعزول» لا يحترم الدستور.

وبعد طول اجتماع مع الرئيس خرج بعض من الذين شاركوا يتحدثون عن أنهم أصبحوا مع التحصين، واقتنعوا بمبررات الرئيس التى استندت إلى الدستور، كما استندت إلى أن مصر تواجه مؤامرات، قال هذا محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، وسيد عبدالعال رئيس حزب التجمع، وظهرت الصحف فى اليوم التالى تنقل بيانا عن الرئاسة بأن الرئيس نجح فى إقناع المجتمعين بالتحصين، وفعلت الرئاسة ذلك بالرغم من أن الاقتناع الجماعى لم يتوفر، وأن العديد من قادة الأحزاب قالوا إنهم سيعودون إلى هيئات أحزابهم لأخذ الرأى النهائى.

فى العلاقة بين ما حدث مع «وقفة التضامن»، وبين ما يحدث من «تحصين» وباسمه ووقائع اجتماعه، نجد مشتركات تقودنا إلى فهم الحالة التى نحن عليها الآن، فباسم «المؤامرات» الخارجية، أصبح استدعاء «عدة الردح» على عينك يا تاجر، ويشرف عليها تنظيم «هاتوا له بلطجى» الذى شهد أمجاده فى زمن مبارك، وأصيب بانتكاسة مع ثورة 25 يناير، ويعود الآن بقوة دون حساب من أحد، وباسم «المؤامرات الخارجية» يخرج علينا بعض الذين أشبعوا الآذان طبلا وزمرا بحتمية احترام الدستور، ليتحدثوا الآن عن حتمية عدم احترام الدستور.

جين الاستبداد لا يحمله حاكم وفقط، وابحث عن الحكمة المأثورة: «يا فرعون إيه فرعنك قال عبيدى»، ونحن الآن موعودون بحاملى «جين مبارك» المهووس بحديث المؤامرة وفى نفس الوقت يحرض عليها بأفعاله.

مؤامرات الخارج لا تتوقف وهى موجودة فى كل زمان ومكان، ولكنها تمر مرور السكين فى الجاتوه حين يتهيأ المسرح فى الداخل لها تماما، ولهذه المهمة رجال، أخطرهم من يتحدثون بعسل اللسان، ويخربون بفعل اليد.

«عدة الردح» التى تذكرنا بفصل من حياة «أحمد سبع الليل» فى فيلم «البرىء» قبل أن ينتفض ضد الجلادين.. إلى متى تستمر؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة