الادخار هو صمام الأمان، تحصين من طلب المساعدة أو الاحتياج للآخرين، ضمان للمستقبل، يجعلنا أكثر إدراكًا لإمكانياتنا، وما متاح لدينا بالفعل ونشعر بأهميته عند مواجهة أى ظرف طارئ، تعلم الادخار فى سن مبكرة ينشئ شخصا واعيا، ناضجا وقادرا على إدارة حياته باستقلالية، لديه نظرة مستقبلية وتخطيط للمستقبل، يملك قدرة على وضع أهداف وطموحات، هو بمثابة دائرة لا تتوقف طوال رحلة الحياة.
الادخار سلوك ومبدأ وثقافة لذا يجب ألا نتجاهل قيمته أثناء التنشئة الاجتماعية، ومن المهم أن نعلم الطفل أهمية الادخار وفوائده وقيمة المال وأهميته، كلما تعود الطفل على الادخار فى سن مبكرة كان العائد مبكراً، نبدأ معه منذ الصغر، نقدم له حصالة، نعلمه أن يدخر جزءًا ثابتًا من مصروفه كل شهر مهما كان بسيطا، كلما تلقى مبلغا من المال قبل أن ينفقه يدخر جزءًا منه، يحدد أهدافه فى الحصول على شىء جديد يدخر لشرائه، وضع حدود لما هو مسموح به نعلمه كيف ينفق ماله فيما كان يدخر من أجله وإلا فقدت عملية الادخار قيمتها ومعناها.
الادخار يرتبط بالمرحلة العمرية، فالشباب يكون أكثر ميلاً للإنفاق والتبذير وأقل إدراكاً لقيمة المال مع التقدم فى العمر والمسئوليات يصبح الشخص أكثر حكمة ونضجاً ووضوحاً، ولا توجد فروق جوهرية بين المرأة والرجل فى عملية الادخار، إلا أن معظم الرجال يكونوا أكثر وعياً لأهمية التوفير والادخار، حيث إن الرجل هو الطرف الذى يتحمل المسئوليات المادية سواء فى الأسرة أو المجتمع، لذلك دائما ما يدخر استعداداً لأى ظروف طارئة.
والمرأة بطبيعتها استهلاكية مما يتعارض مع مبدأ حسن التدبير، كما أن الشراء يمنحها الشعور بالمتعة والرضا، إلى جانب أن احتياجاتها أكثر من الرجل، والضغوط المادية لديها أقل عندما تكون مسئولة من أبيها أو زوجها، من جانب آخر نجد أنها تتمتع بالقدرة على التعامل بحكمة مع المال، لأنها تهتم بالتفاصيل، وتملك مهارات فطرية تجعلها أقدر على التوفير، تشعر بالسعادة عندما تدخر المال، لأنه يمنحها الشعور بالأمان والاستقرار، وتلبية احتياجتها الطارئة، قد تكون المرأة العاملة أكثر مهارة على الادخار، لأنها تعرف قيمة المال وأهميته، فتنفقه فيما يستحق، كما أن إدارتها للمال تكون ناجحة إذا كانت تملك السلطة للتصرف فيه.
المال سهل إنفاقه، وصعب إدخاره، يحتاج إلى تنظيم حياتنا، وتحديد أولويتنا ووضع أهداف تجعل لدينا دافعا مستمرا للادخار من أجل تحقيقها، وضع قائمة لأحلامنا كلما حققنا حلمًا نشطب عليه مما يزيد حماسنا لتحقيق مزيد من الأحلام، والادخار يعطى شعورًا بالمتعة مما يجدد من طاقتنا، ويجعلنا ننطلق للعمل دون كلل أو ملل، لأننا سنحقق من خلاله المال الذى يمكنا من الادخار.
الوقت عامل مهم فالدقيقة لها ثمنها، عندما نحسب عدد الدقائق التى أضعناها سنعرف كم ضيعنا من المال، التفكير بإيجابية يبعدنا عن الإحباط، ويعلمنا كيف نستطيع كسب المال، ومتى ننفقه وكيف ندخره.
راندة حسين