عادل السنهورى

حادث مسطرد ومناضلو الفضائيات

الأحد، 16 مارس 2014 06:36 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الذين يصيحون ويجأرون بأصواتهم أمام الميكروفونات وشاشات الفضائيات عن تجاوز فى حق أفراد مسجونين على ذمة أحكام قضائية، ويرتدون مسوح المدافعين عن حقوق الإنسان، ويزايدون بـ«الثورة والثوار والنشطاء»، لا نسمع لهم صوتًا عندما تُراق دماء جنودنا فى مشهد أصبح شبه يومى برصاص جماعات الإرهاب الجبانة، ولا تصدر عنهم إدانة صريحة واضحة للأعمال الإجرامية الخسيسة التى تحصد أرواح الجنود والضباط، وكأن الدم الذى يراق من الجيش والشرطة لا يستحق أن يتساوى مع اعتداءات على نشطاء، أو مقتل إرهابى فى مسيرات العنف والدم. ويبدو أن دماء هؤلاء الجنود فى نظر «مناضلى القاعات والفضائيات» دماء رخيصة ومستباحة لا تستحق بيان إدانة، أو كلمات مواساة وتعزية لأهالى هؤلاء الشهداء.
كل حادث إرهابى ضد المواطنين الأبرياء، وضد أفراد الجيش والشرطة هو كاشف وفاضح لسلوك الكثيرين ممن يدعون دفاعهم وإيمانهم بقضية حقوق الإنسان، ويذرفون الدموع، ويولولون على متظاهرى الجماعة الإرهابية، أو تجاوز فى حق «نشطاء»، أو قسوة من رجال الشرطة فى التعامل مع حوادث العنف، وهو فاضح أيضًا لأصحاب «دكاكين حقوق الإنسان»، وارتباط «سبوبة» الحقوق بأجندات خارجية لا علاقة لها بشهداء الشرطة أو الجيش، أو بالعمليات الإرهابية، ومسيرات العنف والمولوتف وقنابل المونة والخرطوش والسلاح الآلى.
عمومًا الحادث الإرهابى الأخير على الكمين العسكرى بمسطرد، التابعة لشبرا الخيمة، لا يكشف فقط المواقف السياسية المتخاذلة، إنما يكشف أيضًا - بصراحة - تخاذلًا وتقاعسًا فى الإجراءات الأمنية لحماية الكمائن الأمنية المنتشرة على طول البلاد وعرضها، ونقصًا شديدًا فى المعلومات الأمنية عن التنظيمات الإرهابية الجديدة التابعة للإخوان.. وما أعلنه المتحدث العسكرى عن قيام الإرهابيين بقتل جنود الكمين أثناء الصلاة لن يكسب تعاطف الناس بقدر ما يثير تساؤلًا حول التراخى فى حرب مفتوحة مع إرهاب شرس، وفى الحرب هناك من يؤدى الصلاة، وهناك من يحرس كما يشير القرآن الكريم.. النقطة الثانية أن هناك استرخاء فى فترة زمنية رخوة من بعد صلاة الفجر حتى السادسة والنصف صباحًا، وهى الفترة التى تكررت فيها غالبية أعمال الإرهاب ضد كمائن الشرطة والجيش وسيارات الأمن، وهو ما يدعو للاستغراب والدهشة من عدم تشديد الإجراءات والاستعدادات الأمنية من بعد منتصف الليل حتى الصباح.
الدولة فى حرب ضد الإرهاب، وهى معركة ممتدة، ويجب ألا يرتفع صوت الآن فوق صوت هذه المعركة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة