لم يمر أكثر من 24 ساعة على منع المطرب الشاب الموهوب محمد محسن من المشاركة فى الاحتفالات بـ«عيد الفن»، حتى جاءت المفاجأة بالتشويش على برنامج «البرنامج» لـ«باسم يوسف»، فتحولت ليلة «الجمعة» الماضية إلى أسئلة لا تنتهى طالت جميعها المسؤولين.
فى مقصد الفعل من السهل الربط بين الحدثين، فـ«محسن» الذى يشق اسمه «الفنى» خارج المؤسسة الرسمية، أصبحت أغنياته علامة على طريق الثورة وإليها، وأصبح صوته الجميل ملهما لشباب ثائر وجد نفسه فجأة متهما فازداد غضبه، ولا يزال «محسن» متمسكاً بالحلم الذى غنى له منذ ثورة 25 يناير.
أما «باسم يوسف» الذى لم يعد محبوباً من فريق ينتسب إلى ثورة 30 يونيو متفقا فى ذلك مع جماعة الإخوان والقوى المتحالفة معها، فمازال نجماً أثيراً لملايين تنتظره مساء كل جمعة، لا يعنى هؤلاء جدل قطاع من النخبة ضد ما يقدمه «باسم»، ولا يعنيهم ثأر «الإخوان» البايت منذ سخريته المفرطة ضد حكم محمد مرسى وجماعة الإخوان، والتى أدت إلى مزيد من الغضب الجماهيرى ضدهما، هؤلاء يشاهدونه على طريقتهم الخاصة، ويجدون فيه «كشكول» يلخص لهم بأسلوبه الساخر ما حدث فى مصر طوال أسبوع مضى.
فى الجدل الذى أثير حول الحدثين، هناك ما يبعث على السخرية، فحين تسمع الفنان هانى مهنا يقول إن ما حدث مع محمد محسن سببه الاشتباه فى اسمه الرباعى، فلن تصدقه، خاصة أن «محسن» شخصية ليست مجهولة لدى الأجهزة الأمنية، حتى تتعامل معه بأسلوب «الاشتباه»، وعلى أسوأ الظروف، إذا كانت قصة «الاسم الرباعى» هى السبب، فهذا يقودنا إلى التساؤل حول: كم «محمد محسن» فى مصر يتعرض إلى الظلم والتعسف على هذا النحو وتحت بند الاشتباه؟.
شارك «محمد محسن» فى البروفات الخاصة بالحفل، وفى تصريحات له إلى الزميلة «الشروق»، قال إنه وصل إلى دار الأوبرا قبل موعده المحدد بنصف ساعة، وفوجئ بشخصين من مؤسسة الرئاسة يطلبان لقاءه منفردا وتبادلا معه الحديث حتى خرجا به من المسرح.
ويقود هذا الكلام إلى الشكوك فى أن هناك نية مبيتة ضده، ويصب فى دائرة الاعتقاد بأن النهج الأمنى هو سيد الموقف حالياً فى كل شىء، ومن سوء التقدير، أن ذلك حدث بعد أسبوعين من غناء «محسن» فى برنامج البرنامج لـ«باسم يوسف»، فوصل بإعجاب إلى قطاع واسع من المصريين لم يستمعوا إليه من قبل.
وفى الجدل الذى أثير حول التشويش الذى حدث على برنامج «البرنامج»، تطوع البعض إلى القول بأن «التشويش» كان من «باسم» نفسه حتى يكتسب شهرة، وهذا استخفاف واضح بالعقول، كما أنه تبرير سخيف لفعل سخيف أفاد «باسم» أكثر مما ضره.
الحادثان ينطقان بنفسيهما فى دلالتيهما التى تتعلق بحرية التعبير التى يشعر المصريون الآن، أنها تضيق يوما بعد يوم، وتقطعان بأن الخوف الذى يصل إلى حد الرعب من برنامج، أو أغنية، هو أفضل هدية يمكن تقديمها للإرهاب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة