وسط الحزن والغضب الذى لف مصر صباح السبت، انشغل المناضلون الجدد بالتشويش الذى طال برنامج باسم يوسف، انشغلوا بالخوف الذى يروج له الملطوطون، اغتيال ستة جنود فى مسطرد تم التعبير عنه باقتضاب وجمل فارغة تدعى الحكمة، لم يفكر أحدهم فى الشهداء ولا فى أهلهم ولا فى إحساس زملائهم الذين تستهدفهم الفتاوى مدفوعة الأجر، وفى ظل التواطؤ «اللوجيستى» المريب من منظمات المجتمع المدنى الممولة من أعداء الجيش المصرى، المنظمات التى لم توقع على بيان يدين الإرهاب ولم ترسل برقية عزاء واحدة إلى مصر فى جنودها وضباطها، الإرهاب وصل إلى القاهرة صباح السبت، والتافهون مشغولون بالتشويش وصافيناز، لأنهم لم يجربوا الخدمة فى الجيش.
الذين استشهدوا جنود يؤدون واجبهم الإجبارى فى توقيت يحتم الاصطفاف خلف الجيش والشرطة لإنقاذ مصر من القتلة والجواسيس والممولين، «بيادة» أى واحد منهم أشرف من كل الذين تحالفوا - بوعى وبدون وعى - مع الجماعة الإرهابية، الذين يعتبرون خصومهم عبيدا للبيادة، ويعتقدون أنهم يعرفون مصلحة مصر أكثر من المصريين الذين يموت أبناؤهم فى معارك ضد أشباح لا علاقة لها بالدين ولا بالأخلاق ولا بالوطنية، نصف دستة من جنود مصر ضحية الانشغال بحصد المكاسب، ضحية كل الأطراف التى لا تقدر قيمة المجند، لسنا فى خندق واحد مع أحد، ليس مهما من يحكمنا، دماء الشهداء فى رقابنا جميعا، والذين فوضناهم للقضاء على الإرهاب عليهم إنجاز المهمة بسرعة، قبل أن يتدخل الشعب بنفسه.