لا أعرف لماذا تذكرت العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ فى فيلم معبودة الجماهير مع الفنانة شادية وأنا أتابع المؤتمر الصحفى للأستاذ خالد على المحامى الذى كان مرشحا فى الانتخابات الرئاسية الماضية، فمع تقديرى لشخص خالد فقد أثار زوبعة سياسية تفوق وزنه السياسى وتتجاوز دوره فى الحياة السياسية والحزبية فى مصر، وقرر قبل أن يعلن ترشحه الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية وأعطى إيحاء بأن المشهد السياسى سينهار برمته فى مصر عندما يعلن وبشكل دراماتيكى هزلى عدم خوضه الانتخابات، على اعتبار أنه المرشح المرعب الذى ستهتز له فرائص باقى المرشحين وتخور قواهم ويعلنون توبتهم أمام إعلان ترشحه، على أساس أنه المرشح الذى حطم الرقم القياسى فى الحصول على أصوات الناخبين فى جولة الرئاسة الأولى فى الانتخابات الماضية وليس هو المرشح الذى حصل على 120 ألف صوت فقط، والتى كانت مثار تندر و«تريقة» من نشطاء الفيس بوك.
الاعتذار عن معركة لم يخضها ووصفه لما سوف يتم بـ«المسرحية» والعروس الحامل التى سوف يزفونها لعريسها لمداراة الفضيحة والعار لا يخلو من كوميديا وهزل فى لحظات الجد، فالمحامى خالد على أول من يدرك جيدا أنه لن يحصل على عدد الأصوات الذى حصل عليه من قبل إذا كان قد تكرم وتفضل بإعلان الترشح ولعب دورا فى «المسرحية» رغم أنه لن يلعب دور البطولة فيها ولا حتى دور كومبارس معروف أو مؤثر فى العرض، وفى هذه الحالة فالاعتذار يكون أشد تأثيرا وأعلى ضجيجا مثل حكاية اعتذار «الأستاذ إبراهيم فريد عن الحضور».
الحكاية متطابقة والمشهد واحد بين الفنان عبدالحليم حافظ الذى لعب دور إبراهيم فريد الكومبارس المجهول فى بداية «فيلم معبودة الجماهير» وبين المؤتمر الصحفى للمحامى خالد على، فقد اقتحم أحد العاملين خشبة المسرح فى الفيلم أثناء اندماج الفنان يوسف شعبان لدور البطل ليبلغه بغياب «إبراهيم فريد» الذى يؤدى جملة واحدة فى العرض عن البروفة، وبدا وكأن غياب إبراهيم الكومبارس أمر جلل ومصيبة كبرى وخسارة فادحة للمسرحية.