فى 17 مارس 1892 ولد الأعجوبة الموسيقية سيد درويش فى «كوم الدكة» بالإسكندرية، وفى 15 سبتمبر 1923 غاب عن دنيانا فى لحظة غريبة «هناك من يقول إن الإنجليز قاموا بتسميمه»، وما بين هذين التاريخين قاد هذا الشاب المعجزة انقلابًا محمودًا فى عالم الموسيقى والغناء، واستطاع بمهارة خارقة أن يزيح الإيقاعات العثمانية البالية من آذان الناس وأفئدتهم، وينشئ إيقاعًا موسيقيًا مصريًا عربيًا، يتكئ على أمرين: الأول.. الحيوية والحرارة التى يتسم بهما المجتمع المصرى بشكل عام، والثانى استلهام القفزة النوعية الاجتماعية الكبرى التى أعقبت ثورة 1919.
المدهش أن هذا السيد لحّن وغنى لمدة سبع سنوات فقط، هى عمره الفنى كله، عشرات الأغنيات والأوبريتات، وهو إنتاج غزير ومدهش وباذخ، لقد بدأت حكايته حين أنصت إليه الشيخ سلامة حجازى- سيد عصره وأوانه فى دنيا الغناء- فى أحد مقاهى الإسكندرية فى حدود عام 1915، فأعجب به وطلب منه الذهاب إلى القاهرة عاصمة الفن وبيت الإبداع، وهكذا «شد الحزام على وسطه» ورحل صاحب «أنا هويت» إلى القاهرة، ليسهم بنصيب غنائى فى فرقتى جورج أبيض ونجيب الريحانى قبل أن يهجرهما ويؤسس فرقته الخاصة.
لعل أحد أهم إنجازات ثورة 1919 يتمثل فى تفجير الطاقة الإبداعية لسيد درويش إلى أبعد مدى، فقد لمس الشاب العبقرى نبض الشعب الثائر ضد الاحتلال الإنجليزى، وذاق طعم الوطن الواحد حين لاح فى الأفق العناق التاريخى بين الصليب والهلال. اقتحم سيد درويش كل مجالات الغناء تقريبًا، فترك لنا رصيدًا وافرًا فى بنك الفن، فعن الوطن أبدع «بلادى.. بلادى/ قوم يا مصرى/ أحسن جيوش فى الأمم جيوشنا»، وعن أحوال البسطاء من موظفين وعمال وحرفيين رددنا معه «سالمة يا سلامة/ شد الحزام على وسطك/ هز الهلال يا سيد/ العربجية»، والقائمة طويلة، وعن شؤون القلب وهيامه طربنا معه وهو يصدح «أنا هويت/ والله تستاهل يا قلبى/ يا ناس أنا مت فى حبى وجُم الملايكة يحاسبونى حدّش كده قال/ خفيف الروح بيتعاجب». آسف.. لقد انتهت المساحة المخصصة لى، ولم ينته الكلام عن أعجوبة الموسيقى العربية!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هذا الرجل حب حقيقى وعشق اصيل للتربه المصريه- نشيد بلادى يحمل اصالة سيد درويش
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
سيد درويش كل اغانيه نابعه من التربه المصريه ولذلك يعشقها كل مصرى اصيل محب لبلده
وشعبه