مفارقة.. إن من يتفرجون على كل ماهو مثير وساخن فى الإعلام، هم أنفسهم أو ربما بعضهم، يهاجم التفاهة، ويطالب بالجدية الإعلامية، فإذا ظهرت الجدية، يردون بالقول «ماكل هذه الكآبة؟. وتظهر نظرية جحا والحمار، لايعجب إذا ركب، وإذا نزل، وإذا لم يفعل.
حدث هذا ويحدث مع باسم يوسف وصافيناز، وما حولهما من أحاديث وخطابات وتوكشوهات.
فى قضية باسم يوسف، كان خبر التشويش أهم من خبر الحلقة، وبالمناسبة تبادل الفريقان المؤيد والمعارض التشاتم والتنابذ متجاهلين أنهم أمام برنامج هزلى، يقول عن نفسه إنه كذلك. ثم إن من ضحكوا على باسم قبل ذلك هاجموه بعد ذلك، والغريب أن الجدل حول باسم يبدأ مساء الجمعة، وينتهى مساء السبت أسبوعياً، ولا أحد ينتبه إلى الموضوع، وإلى أن الناس تريد أن تضحك وتبتسم بصرف النظر عن المضامين.
والثانى أن باسم يصطاد «هرتلات» وإفيهات ومواقف متناقضة ومنافقة، يفترض أن يخجل أصحابها. وفى النهاية الموضوع فرجة تنتهى بعد ساعات.
دعك من هذا وانتقل إلى موضوع السياسة، الذى يبدو هو الآخر «غويطاً» ومتناقضاً ومحيراً، ولايبدو أن قصة الترشح والانتخابات سوف تنتهى وسوف نبقى عند ردود الأفعال على اللا أفعال، ونستمتع بمتابعة ما يمتع وما يثير الشهية
وليس فى ذلك أى نوع من المبالغة.
الناس أصابها الملل من تكرار الأحداث، وتريد أن ترى جديداً، وسواء كان المواطن مؤيداً أو رافضاً أو محتاراً، يرى سياسيين متقافزين، ومرشحين ينسحبون قبل أن يترشحوا، ونشطاء يناقضون بعضهم ومواقفهم ويتحاربون على كعكة غير مرئية
فينصرفون عن كل هذا بحثاً عما هو حقيقى، ومسلٍ، والمثير أن نفس الناس الذين يطالبون بموضوعات مهمة وحقيقية فى الإعلام عن قضاياهم المهمة، هم أنفسهم الذين يتفرجون على كل ماهو مثير ولافت ومسلٍ ومضحك.
وبعض الناس نصبوا جدلاً حول أهمية الحوار التليفزيونى مع الراقصة صافيناز، وكيف يستضيفها الإعلامى الجاد شريف عامر فى حديث مطول عن قضيتها
وأن يعرض الحوار مع الراقصة فى نفس توقيت الحوار مع الرئيس عدلى منصور مع لميس الحديدى. هناك من تفرج على الرئيس وتابع كلماته، وأعجب به.
وبعض من تفرجوا على صافيناز هاجموا المذيع والراقصة والموضوع والبعض الآخر تفرج واعتبر قضية صافيناز فيها من التشويق ما يغرى بالمتابعة أكثر من السياسة التى تبدو أكثر غموضاً من الرقص، خاصة وأنها داعبت مشاعر الرجال
وأعلنت أنها لن تتزوج إلا رجلا مصريا.
المهم فى كل هذا أن المشاهد فى يده الريموت، ويمكنه أن يغير بدلاً من تعكير دمه بجدل من غير معنى.