كتبت أمس عن حنينى لأجواء الانتخابات الرئاسية، وانحيازى لها أكثر مما هو حاصل الآن ومتوقع فى الانتخابات الرئاسية المنتظرة، وأستكمل أسبابى.
بدأت الانتخابات الرئاسية الماضية فى مناخ يشتمل على قدر عال من الزخم الجماهيرى، وتعامل المصريون مع واقعهم الجديد بعد ثورة 25 يناير على أنهم سيختارون رئيسهم بحرية كاملة، دون ضغوط أمنية وسياسية، وفى المقابل كان المرشحون يتعاملون بقدر عال من حرية الحركة الجماهيرية.
تمثلت حرية الحركة الجماهيرية للمرشحين فى الانتخابات الماضية فى أكثر من اتجاه، كان أبرزها فى عقد مؤتمرات جماهيرية كثيرة للمرشحين فى مختلف المحافظات، ولم تقتصر هذه المؤتمرات على عواصم المحافظات، بل شملت المراكز والقرى، واحتشد المؤيدون للمرشحين فيها بدرجة ملحوظة، وتبين منها قوة مرشح عن الآخر.
أعطت هذه المؤتمرات والجولات جدية ملحوظة للمعركة الانتخابية، وأكدت للجماهير أنها الفاعل الأصلى فى المعركة، فهم الذين يأتى إليهم المرشح، وأنه واحد منهم يسير على الأرض، وليس ملاكًا لا يحاسبه أحد، أو نبيًا صاحب معجزات، ولأن المرشحين طرحوا وقتها أنفسهم مبكرًا، كان هناك متسع من الوقت لتكرار الزيارات والمؤتمرات فى المحافظة الواحدة، وانتقلت هذه اللقاءات إلى قطاعات فئوية، شملت ندوات مع رجال أعمال وعمال فى مصانع، وزيارات مفاجئة إلى تجمعات بشرية، وأدى كل ذلك إلى حرارة المناقشات السياسية فى الشارع، حتى قيل وقتها إن المصريين جميعهم أصبحوا سياسيين، والأهم أن تلك الحالة لم تطاردها ضغوط أمنية.
وها نحن الآن مقبلون على انتخابات، لم نرَ مؤتمرات ولقاءات كما حدث فى الماضى، وإن حدث فلن تتعدى أصابع اليد الواحدة، مما يضفى عليها خفوتًا يعززه حرمان الجماهير من فرصة اللقاء المباشر مع المرشحين، وفى المقارنة بين ما هو متوقع، وما حدث فى الماضى، فإن الماضى يكسب.
ومن المؤتمرات إلى وسائل الإعلام ودورها، سنجد «أم المشاكل»، فلم تكن الفضائيات والصحف فى المعركة الانتخابية الماضية منحازة بشكل سافر لمرشح بعينه، وحاولت قدر الإمكان أن تبدو موضوعية فى تعاملها مع الجميع، وفتحت صفحاتها للكل لعرض رؤيته وبرامجه، تاركة حرية الاختيار للجماهير، وتسابقت بعض القنوات الفضائية فى عمل برامج هادفة، استضافت فيها المرشحين الأقوياء مع جماهير فى المسرح، وخبراء يناقشون البرامج الانتخابية بحرية تامة، وكان لذلك فعل السحر فى إظهار قدرات كل المرشحين.
وكانت حصيلة ذلك أن نهاية المعركة كانت عكس بدايتها، ففيما كانت التوقعات تسير وكأن المعركة محصورة بين عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح، وأن فرص عمرو موسى أكبر فى الفوز، انتهت إلى أن الاثنين خارج السباق تمامًا، وأن حمدين صباحى الذى كان فى ذيل أى استطلاع رأى فاجأ الجميع بحصوله على المركز الثالث، واقترابه من الـ5 ملايين صوت، والإعادة بين أحمد شفيق ومحمد مرسى.
وها نحن الآن ندخل المعركة الانتخابية، وتترقب الجماهير ما إذا كان سيحدث الآن كما حدث فى الانتخابات السابقة أم لا، غير أن ما هو مطروح الآن لا يعطى مؤشرًا إيجابيًا فى هذا الجانب، خاصة أن العديد من القنوات الفضائية تتعامل بانحياز واضح ومبكر لمرشح بعينه..
لكل هذه الأسباب أقول إن حنينى لأجواء الانتخابات الماضية أفضل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة