عمرو جاد

على المتضرر اللجوء للسماء

الأحد، 02 مارس 2014 02:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى وجهة نظرى المتواضعة لن يكون التعاطف مع تحركات نقابة الأطباء سوى ضرب من النفاق الذى يرسخ لثقافة الصوت العالى، لو كان الإضراب والاعتصام هما الحل لكنا أولى بهما أكثر من 5 ملايين عاطل فى هذا البلد لا يجدون عملا يحميهم من الجوع، ويؤمنهم من الخوف، ليس لأن المطالب التى ينادى بها الأطباء غير مشروعة، لن يجرؤ أحد على القول بأنها كذلك فهى عادلة ومنطقية وضرورية أيضا، بعضها له الأولوية، لكنها جميعا لا تستدعى التلويح بأن يكون 8 مارس الجارى يوما لـ«غضب الأطباء»، وهل يغضب الأطباء حقا؟.. منذ متى؟..
إذا كنت طبيبا فقل لى بربك: كم مرة غضبت وأنت ترى المواطنين العاديين يعاملون فى المستشفيات أسوأ مما تلقاه الحيوانات فى حديقتها؟ كم مرة غضبت وأنت تعرف زميلا لك استخدم تشخيصا خاطئا لمريض فأودى بحياته؟ كم مرة احمرت عيناك وأنت تعرف أن نفس الزميل بعد نجاته من الواقعة الأولى، دخل شريكا فى معمل طبى لا يعترف إلا بتحاليله ويجبر المرضى الفقراء على تحمل نفقاته المرتفعة، اصدقنى القول هل غضبت من نفسك مرة لأنك وصفت دواء تشك ولو واحد بالمئة أنه ليس الدواء المناسب؟ هلا سألت نفسك لماذا تتقاتلون أنت وزملاؤك بحثا عن واسطة تبعد عنكم كابوس العمل فى المناطق الريفية والنائية.
لا أستطيع أو غيرى التقليل من أهمية رسالة الطبيب، ولا من الجهود التى يبذلها بعضهم لتأدية الرسالة على وجهها القويم، ولكن أن تختبئ نقابة الأطباء خلف مطالب مشروعة لتغسل صورتها وصورة المقصرين من أعضائها، فى وقت لا يتحمل فيه البلد هذه التحركات، فهذا قمة هزل، لأن الأطباء من أكثر الناس علما من المفترض أن ينعكس هذا على ثقافتهم وحسهم الوطنى، لا أن يحمس شهوتهم لجمع المال، ماذا تتوقعون حينما تضربون عن العمل؟ أن تخضع الحكومة.. أى حكومة تقصدون، المستقيلة أم التى مازالت تتشكل، أم تلك المشغولة بالتفجيرات والعمليات الإرهابية؟ المريض وحده سيدفع ثمن هذا الابتزاز الرخيص، ولا يملك سوى أن يرفع يديه للسماء طلبا للشفاء، وبالمرة ليدعو عليكم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة