محمد الدسوقى رشدى

قبل توقيع شيكات على بياض للرئيس القادم

الأحد، 02 مارس 2014 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسناً.. أنت تسمع «تسلم الأيادى» وتعتبرها أغنية المرحلة، ويصل عقلك إلى مرحلة السلطنة وقلبك إلى أرض الاطمئنان وأنت تنتقل من صوت مصطفى كامل وهو يهمس بنحنحة: «واحنا تايهه الدنيا بينا رن صوت ماليان حنين»، إلى المقطع الهادر بصوت خالد عجاج: «والله تسلم يابن بلدى ياللى طول عمرك امين ياللى ابوك رباك ياولدى ع الايدين الشقاينين».. تنتهى من الرقص على أغنيتك الوطنية مع هزة وسط بوسى وحكيم، وتود لو أن تخرج تصرخ فى الجميع قائلاً: «أحسنوا الظن بالمشير.. وبكرة تشوفوا مصر!!».

حسنا.. أنت تريد من الأيادى التى لم توقع بعد شيكات على بياض، أو ترفض أصلاً العودة إلى زمن التوقيع على بياض للفرد الملهم، أن تقتل الفئران التى تلعب داخل صدورها وتملأ جيوبها بأطنان من حسن الظن، وتضع فوق أعينها عصابات الثقة السوداء، وتسير ضمن الركب الهاتف: «المشير يا بلاش.. واحد غيره مينفعناش.. المشير لو مجاش مصر تجوع وتتباع ببلاش».
حسنا.. هل يجوز لى أن أطلب منك الإيمان بأن حسن النوايا موجود ولكنه معطل بفضل كل المعطيات والممارسات والخطوات الصادرة عن سلطة ما بعد 30 يونيو رئاسة وحكومة وأنصارا ومتبرعين بضبط الإيقاع على النغمة التى تطرب لها آذان رجال السلطة المستقبلية؟ هل يجوز أن أسألك التصديق بأن وجود عدد من الناس على الضفة الأخرى ينتقدون ولا يثقون فى وعود المشير، ولا ما ظهر من أداء أنصاره والمحيطين به، ليس نوعا من أنواع الخيانة أو العمالة أو حبا فى الإخوان؟.. هل تقبل دعوتى للإطلاع على بعض ما يرد فى السطور القادمة، لعلك تدرك أن الثقة لا توزع بالمجان، وحسن النوايا يملأ العقول والصدور فقط حينما يكون أداء من تطلب منحه الثقة الكاملة بلا أخطاء كبرى؟ هل تقبل دعوتى للاطلاع على بعض الأسباب التى تجعلنى أشك فى قدرة المشير السيسى على المضى قدما بمصر نحو الأمام ونحو تحقيق وعده الشهير «مصر هتبقى أد الدنيا؟».. تعالى..
- كيف تطلب منى توقيع شيك على بياض لرجل طلب تفويضاً لمحاربة الإرهاب فحصل على واحد واثنين وثلاثة، ومع ذلك ضرب الإرهاب عقر دار الأجهزة الأمنية ثلاث مديريات أمن كبرى «القاهرة والمنصورة وجنوب سيناء»، بالإضافة إلى مكاتب المخابرات الحربية فى محافظات القناة، وسقوط عشرات الشهداء من ضباط الشرطة فى الشوارع، وكأنهم فرائس سهلة يطاردها صيادون يسيرون فى الشوارع بحرية من يتنزه فى الحدائق العامة؟
- كيف تطلب منى أن أثق وبشكل كامل فى أن «مصر هتبقى أد الدنيا»، والمؤسسة الأهم فيها وعمود خيمتها الأخير لم ينجح فى التسويق والترويج لأعماله واختراعاته وحول جهد بعض أفراده فى ابتكار جهاز علمى وطبى لتشخيص بعض الأمراض إلى أضحوكة ومادة للسخرية ودلالة على الضعف بعد أن وضع الإعلان الرسمى عنه فى يد مجموعة من المهاويس يريدون إقناع العالم بأنهم اخترعوا «إريال» يشفى الناس من كل الأمراض جميعاً، ثم يكتشف الناس فى البيوت أن عبدالعاطى الذى يقود الترويج للجهاز الطبى كان مقدماً لبرامج الطب البديل والأعشاب على قناة الناس التى أغلقتها الدولة أصلاً بتهمة ترويج الخزعبلات والدجل الطبى والدينى؟
- مصر كلها غضبت وارتكبت حينما خرج أحمد الجار الله بحوار مع المشير السيسى أعلن من خلاله ترشحه لانتخابات الرئاسة، وسقط إعلاميو التطبيل فى فخ الخيبة حينما اكتشفوا أن تطبيلهم ونفاقهم لم يشفع لهم ليكونوا البرواز الذى يقدم المشير السيسى نفسه من خلالهم، ولجأوا إلى استخدام تصريحات العقيد أحمد على، المتحدث باسم القوات المسلحة، كورقة توت تستر عورتهم، ورددوا نغمة أن ما نشره الجار الله فى السياسة الكويتية مجرد اجتهاد صحفى، رغم أنهم أهل صحافة ويعلمون تماماً أن لا اجتهاد مع نص حوار، وأن الرد على تأويل حديث شخصية بأهمية المشير السيسى لابد أن يكون تكذيباً رسمياً فاضحاً للصحفى وعدم أمانته وليس مجرد تصريح عائم من المتحدث العسكرى.
ولم تنتبه لا أنت ولا هم إلى الكارثة الأكبر أن الرجل الذى قال فى إحدى جلسات مجلس الوزراء أنه لا عودة للوجوه القديمة هو نفسه الرجل الذى أدلى بحوار لصحفى معروف بأنه رجل هذه الوجوه القديمة، وفى ظل أجواء ملبدة بغيوم الخوف من تكرار الماضى، وعودة سياسات نظام مبارك، أليس من الأفضل أن يتوقف كل صاحب سلطة أو كل راغب فى الوصول إلى السلطة قليلاً للتفكير فى أى مسلك سيسلكه للابتعاد عن كل الطرق والدروب التى كان يسير بها مبارك أو مرسى؟ أجب أنت بنفسك عن السؤال السابق، وأنت تتذكر أن الجار الله والسياسة الكويتية تحديداً كانت المكان المفضل لمبارك لإطلاق تصريحاته للخليج وإجراء حوارات تحمل بعض بالونات جس النبض، وتتذكر أيضاً أن محلب كان عضوا بالحزب الوطنى.
فى زمن مرسى كنا نحمله ذنوب أخطاء قنديل وصبحى صالح وتصريحات خميس وخالد عبدالله والعريان وباقى مهاويس تيار الإسلام السياسى، ولما يسأل أحدهم وما ذنب مرسى؟ كنا نرد قائلين: من لا يجيد اختيار سفرائه لا يملك الرؤية الكافية لإدارة دولة؟ اليوم حينما تعلن تخوفك من أخطاء الذين يتحدثون باسم جهاز علاج فيروس سى والإيدز، والذى أسقط السيسى فى فخ التسريبات، لأنه فشل فى الحفاظ على الحوار والدردشة الخاصة معه، والذين يهرتلون على شاشات التلفزيون تحت شعار الدفاع عن الجيش والمشير السيسى يصرخ الجميع: وما ذنب السيسى يا رجل.. هو أى انتقاد وخلاص؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة