هل تتذكرون فيتالى تشوركين؟
فيتالى، هو المندوب الروسى الدائم فى الأمم المتحدة، وصوت موسكو الجديدة فى عهد بوتين.. رجل المخابرات الروسية والساعى لاستعادة مجد الدب الروسى فى مواجهه الفيل الأمريكى الذى توحش بعد انهيار الاتحاد السوفيتى السابق فى نهاية الثمانينيات، وسعى فى الأرض بلطجة وحروبًا دون ردعه من أحد. فيتالى تشوركين، هو أحد الاختيارات المميزة للرئيس فلاديمير بوتين الذى يحسن اختيار رجاله فى المناصب ذات الطبيعة الخاصة فى الجيش، والخارجية، وفى الأمم المتحدة.. تشوركين المندوب الدائم لروسيا فى الأمم المتحدة هو حديث الساعة فى المنظمة الدولية الآن بعد سجاله الحاد مع مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية خلال مناقشة الأوضاع فى القرم وأوكرانيا.
المندوب الدائم لروسيا تشوركين هو الرجل الذى سخر من حمد بن جاسم، وزير خارجية قطر السابق، وجعله أضحوكة الحاضرين خلال جلسة سابقة لمجلس الأمن بشأن الأزمة فى سوريا، عندما حاول بن جاسم التطاول على روسيا وانتقاد موقفها من الأحداث السورية، فلم يبذل فيتالى جهدًا كبيرًا فى الرد عليه سوى بتذكيره: «إحنا هنا فى المجلس قبل بلدك ما تظهر على الخريطة». أمس الأول جاءت كلمة تشوركين فى مجلس الأمن للرد على الانتقادات الأمريكية لموقف موسكو من أوكرانيا هادئة وحاسمة وقاطعة، واستمرارًا للانتصار الروسى فى الأزمة، مؤكدًا فيها أن «من يعتبر استفتاء القرم غير شرعى ينتهك المساواة والعدالة إزاء آراء الشعوب». بالطبع لم تتمالك ممثلة أمريكا الدائمة فى الأمم المتحدة، سامانتا باور، أعصابها وذهبت إلى مكان جلوس تشوركين قائلة فى غضب وعصبية أمريكية: «روسيا لا تملك الحق أن تنسى أنها ليست المنتصرة، إنما المهزومة- فى إشارة للاتحاد السوفيتى السابق - وإن تصرفات الكرملين فاقت كل الحدود، لأنه يبتز الولايات المتحدة بأسلحته النووية لإذلال أمريكا». ولم يتعامل تشوركين مع عصبية المندوبة الأمريكية التى اقتربت كثيرًا منه إلا بكل هدوء، وأمسك بالسيدة الهائجة من ذراعها قائلًا لها: «إن لعابك يا سيدتى يتطاير كثيرًا.. وليس لكِ الحق فى تلويثى».
رد المندوب الروسى فى مجلس الأمن على المندوبة الأمريكية، ومن قبلها وزير خارجية قطر، لا يعنى سوى معنى واحد، هو أن الروس مازالوا قادرين على تحقيق حلم استعادة روسيا القوية مرة أخرى.