سعيد الشحات يكتب: 20 مارس 1800. .. ثورة القاهرة الثانية ضد الفرنسيين من بولاق.. والبشتيلى أبرز الداعين لها

الخميس، 20 مارس 2014 08:09 ص
سعيد الشحات يكتب: 20 مارس 1800. .. ثورة القاهرة الثانية ضد الفرنسيين من بولاق.. والبشتيلى أبرز الداعين لها صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت النفوس متحفزة لمقاومة الفرنسيين، فلاقت الدعوات التى انتشرت فى مختلف أنحاء مصر بالثورة تجاوبا كبيرا.

فى مثل هذا اليوم (20 مارس 1800) شبت نار الثورة ضد الفرنسيين الذين جاءوا بقيادة نابليون بونابرت لاحتلال مصر وسوريا 1798، يخلد تاريخنا المصرى هذه الثورة باسم " ثورة القاهرة الثانية "والتى بدأت من " بولاق"، وواصلت شعلتها حتى يوم 21 إبريل 1800، أما ثورتها الأولى فكانت فى أكتوبر 1798.

كانت الثورة الثانية أوسع وأشمل وقادها عمر مكرم نقيب الأشراف وأحمد المحروقى كبير التجار والشيخ الجوهرى ابن الشيخ محمد الجوهرى، تصدرت هذه " النخبة " صفحات التاريخ باعتبارها قائدة الثورة، غير أن هناك شخصية أخرى اسمها "مصطفى البشتيلى " يذكرها عبد الرحمن الجبرتى باعتبارها من أبرز دعاة ثورة القاهرة الثانية.

يقول الجبرتى: "أما بولاق فإنها قامت على ساق واحدة، وتحزم الحاج مصطفى البشتيلى وأمثاله من دعاة الثورة، وهيجوا العامة وهيئوا عصيهم وأسلحتهم، ورمحوا وصفحوا، وأول ما بدءوا به أنهم ذهبوا إلى وطاق الفرنسيس الذى تركوه بساحل البحر " النيل "، وعنده حرس منهم فقتلوا من أدركوه منهم ونهبوا جميع ما به من خيام ومتاع وغيره، ورجعوا إلى البلد وفتحوا مخازن الغلال والودائع التى للفرنساوية، وأخذوا ما أحبوا منها وعملوا كرانك حوالى البلد ومتاريس ".

كان الحاج مصطفى البشتيلى من أعيان بولاق، وسمى نسبة إلى " بشتيل " التابعة لمحافظة الجيزة، واعتقله الفرنسيون قبل الثورة بعدة أشهر، بعد أن أبلغهم وشاة أن فى وكالته قدورا مملوءة بالبارود، ففتشوا الوكالة ووجدوا فيها بالفعل " القدور " المملوءة بالبارود.

فى وقائع الثورة كما يرويها " الجبرتى "، أن أهل بولاق حملوا ما وصلت إليهم من السيوف والبنادق والرماح والعصى، واتجهوا بجموع صوب قلعة قنطرة الليمون " قلعة كامان " لاقتحامها، فرد الفرنسيون عليهم بنيران المدافع والبنادق مما أوقع ثلاثمائة من الثوار، فأثار ذلك ثائرة الأهالى فى باقى القاهرة.

عمت الثورة أنحاء المدينة، واتجه نحو عشرة آلاف إلى معسكر القيادة العامة للجيش الفرنسى ومقره فى الأزبكية، ثم تزايدت الأعداد إلى نحو 50 ألف امتلأت بهم الشوارع والميادين والأسطح، وحملوا البنادق والأسلحة والعصى، واندفع الجميع تتقدمهم طائفة من المماليك والانكشارية، وانضم إليهم النساء والأطفال، فكان لهم نداءات وصيحات تصم الآذان، وهبت عاصفة الثورة على أحياء العاصمة كلها.

بالرغم من الحالة الشعبية التى كانت عليها ثورة القاهرة الثانية، إلا أنه ضمن وقائعها السلبية وقوع بعض الاعتداءات ضد مسيحيين فى المدينة، وإن كان الأمر امتد إلى مسلمين أيضا متهمين بالموالاة للفرنسيين ومنهم محافظ المدينة " مصطفى أغا " و" خليل البكرى " الذى تم الاعتداء عليه، والسير به فى الشارع عارى الرأس تتبعه الشتائم والسباب.

فى مقارنة بين ثورتى القاهرة والثانية، يتحدث المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى الجزء الثانى من كتابه " تاريخ الحركة القومية "، بأن الثورة الأولى لم تشهد اعتداءات ضد المسيحيين لأن قيادتها كانت مصرية خالصة، أما الثورة الثانية فكان فى قيادتها أتراك ومماليك مما أدى إلى وقوع هذه الاعتداءات السافرة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة