منذ فترة خرج الرئيس عدلى منصور متحدثًا فى بيان قال فيه إنه طلب من وزارة العدل تخصيص دوائر قضائية لنظر قضايا الإرهاب، وذلك لسرعة حسمها، كما تحدث عن أنه طالب بنظر ملفات الطلاب المقبوض عليهم، للتوصل إلى الذين لم يتورطوا فى قضايا عنف، فيتم الإفراج عنهم حرصًا على مستقبلهم الدراسى، غير أن ما يتعلق بملف الطلاب لم يتبين حتى الآن الموقف منه، وهو ما يضفى أهمية كبيرة على المبادرة التى أطلقتها «اليوم السابع» ورئيس تحريرها الأستاذ خالد صلاح بتلقى أسماء هؤلاء الطلاب، لرفعها إلى الجهات المعنية للنظر فيها.
الموضوع يلقى تجاوبًا كبيرًا لا يقتصر على أسر هؤلاء الطلاب الذين يمدون «اليوم السابع» بأسماء أبنائهم المحتجزين، إنما يمتد إلى نقابة المحامين، ونقيبها سامح عاشور الذى أعلن انضمام النقابة لجهود المبادرة التى تأتى فى توقيتها تمامًا.
فى هذه القضية يتلاحم البعد الإنسانى بالبعد السياسى.. فى البعد السياسى نحن أمام حالة يجب النظر إليها باهتمام بالغ، تتمثل فى أن المرحلة التالية لثورة 30 يونيو شهدت سلبيات كبيرة، أدت إلى تفسخ كبير فى التحالف الواسع الذى تم قبل الثورة، وكان قانون المظاهرات هو من الخطوات الكبيرة التى أحدثت شقاقًا داخل هذا الحلف.
استند «تحالف يونيو» إلى عمق جماهيرى واسع، تجلت صورته فى خروج الملايين ضد حكم المعزول، وكان ذلك بشيرًا لإحياء كتلة جماهيرية حقيقية جرى تغييبها طوال سنوات حكم مبارك، واستفادت منها جماعة الإخوان، فقفزت إلى الصدارة فى انتخابات مجلس الشعب، ثم انتخابات رئاسة الجمهورية.
بعد فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، اندلعت مظاهرات جماعة الإخوان ومعها الأهل والعشيرة، وخرجت من السلمية إلى العنف، ومع بدء موسم الدراسة الجامعية خرجت المظاهرات فى الجامعات.. وقلت من قبل إن هذه المظاهرات لا تعد امتدادًا لنضال الحركة الطلابية التى تميزت بها فى عهودها السابقة، لأنها خرجت من نطاق المطلب الوطنى الجامع إلى مطالب تنظيمية لجماعة الإخوان، ولأنها خرجت من نطاق السلمية إلى العنف، فإنه من الطبيعى محاسبة كل من يتورط فى عنفها، أما عدا ذلك فليس من المفهوم الإبقاء عليه بين جدران السجون مهما كانت الحجة.
فى تقييم ما حدث من مظاهرات فى الجامعة هناك حقائق يجب مواجهتها، تتمثل فى البحث بجدية فيما إذا كان هناك طلاب تم القبض عليهم بالاشتباه، وأنهم ليسوا من جماعة الإخوان، وهناك الكثير من الحكايات التى يتم تداولها فى هذا الشأن، والمطلوب الآن بحثها بجدية وتدقيق حتى يخرج المظلومون إلى فضاء الحرية التى نشدوها منذ ثورة 25 يناير، وتجددت بقوة فى ثورة 30 يونيو.
فى الإبقاء على الطلاب المشتبه بهم دون النظر فى حالتهم، يأتى الاحتقان المجتمعى كأهم سلبياته، فالأسر المتضررة ستسحب تعاطفها مع حالة 30 يونيو كلها، وخريطة طريقها، ولا يجب الاستهانة بذلك حتى لا يفاجأ المعنيون به بتواجده فى صناديق الانتخابات.
فى الحديث عن الاستفتاء الأخير على التعديلات، ومن هنا تأتى أهمية مبادرة «اليوم السابع»، ورئيس تحريرها خالد صلاح.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة