محمد الغيطى

مصر وثلاثية التحرش وصافيناز وفيفى

الخميس، 20 مارس 2014 11:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المتابع لاهتمامات الشارع المصرى خلال الأيام الماضية، خصوصاً من خلال ما يعرض فى الفضائيات، وما يتم تناوله فى السوشيال ميديا «social media» سيلحظ أنها لم تخرج عن ثلاثة موضوعات بدأت متوالية هندسية من حيث الاهتمام والتعليق والتحليل، وهى موضوع صافيناز الراقصة الأرمنية التى تم حبسها ومنعها من الرقص بسبب شاهيناز النجار، طليقة أحمد عز رجل الحديد، وجمال مبارك المحبوس، وذلك حسبما قيل: إن صافيناز قبل شهرتها كانت قد وقعت عقداً للرقص فى كازينو أو ملهى فندق تملكه شاهيناز، وحسب العقد، ممنوع عليها الرقص إلا بإذن شاهيناز أو تحصيل %50 من أجرها، وهذا ما لم يحدث، والطريف والمثير أن موجة تعاطف عارمة فى الفيس بوك مع صافيناز، ووصل الأمر لتسييس القضية، واعتبروا صافيناز واسمها الأصلى «صوفينار» ممثلة الثورة، وشاهيناز ممثلة الفلول والثورة المضادة، وبالتالى رفع شباب الفيس بوك شعار «معاكى يا صافى ضد شاهى والثورة مستمرة» وزاد الطين بلة أن شاشة الـ«إم بى سى» استضافت الراقصة ومحاميها مع شريف عامر، ووجه بحملة هجوم كاسحة، لأنه خصص لها هذا الوقت، بينما مصر كلها حزينة على الجنود شهداء الشرطة العسكرية فى مسطرد. المهم حكاية صافى وشاهى لم تزبل على ألسنة المصريين، خصوصاً الشباب، حتى تم ريها بحكاية فيفى عبده، وبالمناسبة صافى انتظرت فيفى فى كواليس الـ«إم بى سى» لتلتقيها، معتبرة هذا اللقاء أمنية عمرها، واعتبر النشطاءاللقاء بمثابة لقاء السحاب، واستدعى البعض لقاء عبدالوهاب بأم كلثوم فى «إنت عمرى».
لكن كرة الثلج لم تتوقف مع فيفى التى تم تكريمها فى نادى الطيران كأم مثالية عن عام 2013 وهذه الأمثولة أنست المصريين صافى وشاهى، ودخلوا فى كومة تريقة م اللى مزاجك يحبها.
وهكذا تحول تكريم فيفى عبده إلى نكات وإفيهات، وعلمت من أحدهم أن فيفى تم تكريمها لأنها قامت بتربية طفلة يتيمة منذ سنوات حتى تخرجت فى كلية الطب، وأنها كانت موجودة فى الحفل معها، لكن هذا لم يشفع لها، وأمام الهجوم الكاسح من الشباب الفيسبكاوى، تم طرد مدير العلاقات العامة وصاحب فكرة الحفل من النادى، ولم تنته الحكايات حول هذه النقطة بل انفجرت بعد موضوع التحرش الجماعى بطالبة جامعية بكلية الحقوق داخل حرم الجامعة، وأمام باب الكلية، حيث كانت تسير بمفردها وفجأة أشار عليها أحد الطلبة ثم سرعان ما تجمع الطلاب فى دائرة حولها، وعبثوا بجسدها وهى تصرخ ولم يرحمها أحدهم حتى جاء الأمن الإدارى، وفتحوا لها ثغرة للهروب حتى وصلت لدورة المياه ولم تتركها حيوانات الغابة، وظلت الكائنات الفضائية المتوحشة تنتظرها أمام الحمام وهى تستصرخ نخوتهم، ولكن من أين يأتى هذا العنصر فى جامعة سيطر عليها إرهاب الإخوان من جانب، والجهل المطبق وسلوك الغريزة الحيوانية من جانب آخر، وجامعة مثل هذه ولأن الطلبة على شاكلة مرحلتهم ورئيس جامعتهم، ولأننا فى زمن أغبر نرى فيه الآساتذة يدعون للإرهاب ويحملون الشماريخ والسلاح فى سياراتهم، يمكن أن تستوعب ما قاله رئيس الجامعة جابر نصار الذى قال بدم بارد وبسهولة احتساء كوب نعناع مهدئ: «البنت هى السبب» ثم للأسف يخرج علينا زميل إعلامى يعوم على عوم رئيس الجامعة، وينعت الفتاة بأن ملابسها ملابس رقاصة.. إن ما فعله جابر والزميل الإعلامى أنهما شاركا فى الوليمة وأجهزا على الضحية أحدهما أستاذ حقوق ورئيس جامعة، والآخر إعلامى مخضرم وكبير، وبدلاً من استهجان السلوك الإجرامى للمتحرش، بسهولة شديدة ألقيا اللوم على الفتاة المتحرش بها، وهو ما فعله الإخوان بالضبط فى واقعة مشابهة أيام برلمانهم إياه، للأسف هنا تحضرنى مقولة: لغاندى «إن الذين يتحدثون كثيراً عن الفضيلة هم أقل الناس ممارسة لها».
إننا نعانى من شيزوفرانيا حادة.. والتحرش عار على مجتمع يرى الفضيلة والتدين وهو بكل هذا العفن والانحطاط.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة