هذا زمن الفرجة، واللى ما يشترى يتفرج، لا تسأل كثيرا عن الموضوعية والحوار، والرأى والرأى الآخر، الكل يجرى وراء الساخن والمثير، وسوف يقفز هذا الشخص نفسه فى أى جنازة منصوبة أو خناقة، وكل «عركة» لها طرفان، وأطراف تسخن لتتفرج، أو تتفرج فقط، أو تدخل مع أحد الطرفين. ردا لجميل أو طلبا لثمن.
وربما لم يتصور باسم أن يصبح هو نفسه هدفا لحملة هجوم وتجريس، لأنه لم يحسبها، أو بسبب الإرهاق كما يقول.
أما عن برنامج باسم يوسف قلنا إنه برنامج هزلى يقول عن نفسه أنه كذلك، وتبدأ حكايته وتنتهى مساء الجمعة، ولا يبقى منها شىء. ونقولها فيما يثار عن باسم وسرقة مقال من كاتب عن روسيا ونشره، فقد تحول باسم فى لحظات إلى هدف، تماما مثل أهدافه التى يضعها للنيشان فى برنامجه. عندما نقل مقالا نشره موقع «بوليتيكو» الأمريكى للكاتب «بن جود» بشأن أزمة القرم.
واتضح أن المقال مترجم أيضا، أى أنه حصل عليه بطريقة القص واللصق.
باسم ليس كاتبا لكن شهرته كمقدم برامج ونجم، رشحته للكتابة، مثل كثير من النجوم، ربما لا يجد وقتا، ولا أفكارا لمقالاته، فيضطر لاقتباسات أو إعادة بناء من أفكار مطروحة. وهو أمر يتكرر بالمناسبة مع كتاب كثيرين يعيدون صياغة أفكار كتاب ليسوا مشهورين، أو أفكار متناثرة فى الصحافة العربية والمصرية والأجنبية، وهى ظاهرة مستمرة، لكن أحدا لا يتوقف عندها بسبب زحام النشر، وتسارع الأحداث.
ومن هنا ربما كان باسم بالفعل أعجب بمقال بن جود، ولو اقتبس منه، وأشار إلى المصدر أو الكاتب لوقى نفسه شر أن يتحول إلى هدف للسخرية والاتهامات بالسرقة.
والمشكلة أن باسم أخذ المقال كاملا، وأضاف مقدمات وتدخلات غير مهمة. وحاول التعديل والإشارة على الموقع، ثم اضطر للاعتذار بالتعب والإرهاق.
ربما لايدرك باسم وكثيرون أننا فى عالم مفتوح على بعضه، لا حواجز فيه من لغات، إذا عطس مواطن فى الصين يصاب العالم بالأنفلونزا. الأهم أن باسم أشهر من «بن جود»، الذى تحول إلى مصدر وتحدث، وهو أمر يدخل ضمن الفوائد الجانبية للأزمة.
وطبيعى أن خطأ من باسم الذى اعتاد أن يتصيد السقطات يتحول إلى صيد، مؤيدوه انتقدوه وقبلوا اعتذاره، وخصومه وجدوها فرصة، أما المتفرجون فهم يتفرجون عليه فى الحالين، وبعضهم اعتبره فقرة فى «البرنامج».