فى لقاء عشاء مع السفير الإيرانى «مجتبى أمانى» رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة مع عدد من الصحفيين كنت منهم مساء الأربعاء الماضى، تنوعت الأسئلة، وتشعب الحديث إلى مناطق شائكة وصعبة فى العلاقات بين البلدين التى لم تدخل فى نطاقها المأمول حتى الآن.
فى الأسئلة طرح الحاضرون كل شىء بصراحة، وأجاب السفير بصراحة، وميزة ذلك أنه يأتى فى توقيت تحدث فيه تحولات دولية وإقليمية كبيرة، وتحولات فى المشهد المصرى والإيرانى بعد ثورة 30 يونيو فى مصر التى اقتلعت حكم الإخوان، والاتفاق الإيرانى الغربى فى مسألة الطاقة النووية، والذى يعد تقدما كبيرا لإيران وتحولا فى النظرة الغربية لهذا البلد الكبير الذى لا يمكن إنكار أنه يظل رقما صعبا فى المعادلة الإقليمية، شأنه شأن مصر.
فى واقع الأمر، أن هناك قدرا من الفتور حاليا فى العلاقة بين مصر وإيران، غير أن الدبلوماسية القوية تقوم على البحث عن المشتركات فى العلاقات بين الدول، ولا أحد ينكر أن لإيران مشروعها الخاص، غير أن السؤال الجوهرى فى ذلك يأتى فى: «وأين مشروعنا نحن الخاص؟، وأعتقد أن هذا هو جوهر القضية كلها، فضعفنا يساوى قوة للآخرين، والأمر فى ذلك كله لا يخص مصر وحدها، وإنما يمتد إلى كل المنطقة العربية التى يغيب عنها مشروع عربى قومى جامع».
من هذه الخلفية، جاءت المناقشات حول التقارب المصرى الخليجى الآن وكيف تنظر له إيران، وحول علاقة إيران بحماس وحزب الله، مع اتهامهما فى قضية اقتحام السجون أثناء ثورة 25 يناير، وعن النظرة الإيرانية لثورة 30 يونيو، وعن الأوضاع فى سوريا ومساندة إيران لنظام بشار الأسد، وعن الشيعة والسنة والتى شهدت ذروتها فى أثناء حكم جماعة الإخوان.
فى الرغبة نحو إيجاد أرضية مشتركة بين مصر وإيران، هناك ما يمكن الالتفات إليه للبناء عليه، فعلى سبيل المثال نلاحظ الآن، أن هناك هدوءا نسبيا على جبهة العداء المفتعل بين «الشيعة» و«السنة»، وليس خافيا على أحد أنه بالرغم من محاولات حكم «محمد مرسى» للتقارب مع إيران فى مجال السياحة، والتى شهدت زيارة عدد قليل من السياح الإيرانيين الى المناطق الأثرية فى مصر، إلا أن طبيعة حكم الإخوان ذاته كان بمثابة الأرض الخصبة لهذا العداء، لأنها كانت تنقل مصر كلها نحو صيغة دينية تقلب هوية مصر، مما أعطى الفرصة للسلفيين للاستمرار فى شن هذه الحرب، وهى بالنسبة لهم زاد كبير يحقق لهم مكاسب يسعون إليها ويعملون من أجلها.
مع تغيير الأحوال الآن، كيف يمكن العبور إلى أفق جديد، يقوم على أرضية الخلاف السياسى دون التورط فى الجانب المذهبى الدينى، فالأمر على هذا النحو يفسد المخططات الخارجية التى تريد للمنطقة أن تغرق فى التناحر الدينى الذى يؤخرنا كثيرا.
وفى هذا السياق تفرض الأوضاع فى سوريا نفسها بقوة، فحقائق الأوضاع فيها تؤكد أن الجماعات التكفيرية الإرهابية هى التى يواجهها الجيش السورى، ولم يعد الأمر هناك ثورة بل حربا مذهبية، وإذا كانت مصر تواجه الآن إرهاب جماعات مماثلة لتلك الموجودة فى سوريا، فهل يؤدى ذلك الى تقارب مصرى ــ إيرانى فى هذا الملف؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
من الاهميه بمكان العلاقات المصريه العربيه الايرانيه التركيه فى منتهى الاهميه للمنطقه كلها
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف حسانين
ولا فهمنا حاجة غير انكم اتعشيتوا مع سيادته!
عدد الردود 0
بواسطة:
star
فعلا تعليق 2 يكفى
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الغني
انت قلت ايه؟
أنت قلت أيه؟
عدد الردود 0
بواسطة:
إلينا فتحى
قبل أن تكتب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
مصلحه مصر ليست في القطيعة مع اي دوله
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
لايا باسم لاتساوى بين الى بيموت لتصديه للمؤامره على مصر وبين الى بيموت لتنفيذ المؤامره
عدد الردود 0
بواسطة:
نصير جابر
الي 9 و 11
كلها أكالذيب
عدد الردود 0
بواسطة:
أبله فاهيتا
تعليق 12 ضرير القلب
يا سوسو