لم أر جديداً فى برنامج المشير عبدالفتاح السيسى، والذى جاء على لسان السيد عمرو موسى، فأغلب مواد البرنامج مجرد بنود إنشائية قرأناه كثيراً فى الكتب، والحقيقة أن الملايين من المصريين يعتقدون أنه بمجرد انتخاب المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع الحالى، أنه يملك عصا سحرية لعلاج الأمراض المستعصية لمصر والمتراكمة منذ أكثر من 30 عاما، الملايين من المصريين يحلمون بالمن والسلوى فى برنامج المشير الذى حتى الآن لم يعلن ترشحه للرئاسة، المصريون يبحثون عن المنقذ من الانفلات الأمنى والأخلاقى، فهل ينجح المشير إذا قرر أن يترشح لمنصب الرئيس، ونجح أن يحقق الأمن والأمان بشرط ألا تكون على الطريقة المباركية «نسبة للرئيس مبارك».
المواطن المصرى لم يعد يريد إلا أن يحقق المشير جزءا من برنامجه الذى طرحه عمرو موسى وحمل الكثير من الأحلام لفقراء مصر، نتمنى أن يخرج هذا البرنامج من حيز الأوراق إلى حيز التنفيذ حتى ولو لم يكن السيسى رئيسا للبلاد، أتمنى أن تسود روح العمل كما سادت روح المظاهرات، نتمنى أن يتحقق الأمن والأمان قبل أن نرتدى ثوب العمل والبناء، فمصر لا نريدها ليبيا بتحللها، ولا العراق بإرهابها، ولا اليمن بانقسامها، ولا سوريا بقتلاه، نريد مصر خالية من العقد والأحقاد والإرهاب، حتى ولو لم يكن السيسى رئيسا، هذه مصر التى أحلم بها مع برنامج السيسى أو أى برنامج آخر، المهم أن يكون المن والسلوى من نصيب فقراء مصر الذين ينتظرون المخلص من كل أمراض نظام مبارك ومرسى، نريد من السيسى ألا يكون برنامجه سياسيا، فنحن شبعنا سياسة ولم نعد نتحمل أى كلام فى الحرية والديمقراطية التى نمارسها بالفعل، ويكفى إسقاط نظامين فى أقل من ثلاثة أعوام، ويكفى كم الأحزاب التى لدينا، لا نريد برنامجا سياسيا، فراقصات مصر أصبحن أكثر خبرة بفنون السياسة، مصر تحتاج لبرنامج أمنى واقتصادى، وهو الحلم الذى نتمناه مع حاكم عادل يخشى الله وشعبه ويحظى بمحبة الملايين، فهل يكون هذا الرئيس هو السيسى.
نعم نخشى أن يكون برنامج السيسى مجرد كلمات وأوراق ولجان تبحث وتقصى الحقائق وغيرها من تراث الأزمنة الماضية، والتى تحولت إلى طقوس مع أى حاكم يجلس على عرش مصر، فمن كان يصدق أن مرسى الذى لم يمر عليه سوى عدة أشهر فى الحكم بنفس أدوات مبارك فى الحكم، بداية من الأمن حتى أكاذيب مبارك حول تحقيق الاستقرار الاقتصادى والأمنى والاجتماعى، نخشى أن يتورط السيسى فى هذا المستنقع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة