هل يعد تكريم الدكتور مفيد شهاب ومنحه وساما لدوره فى قضية طابا، تكريما لنظام مبارك؟، هل يعد ذلك عودة لنظام مبارك الذى كان مفيد شهاب أحد وزرائه؟.
أطرح هذا السؤال بعد أن تابعت آراء على الـ«فيس بوك»، تحتوى على مناحة كبيرة على ما حدث.
فى مقالى أمس، كتبت عن مدينة زويل العلمية، والحكم الذى حصلت عليه جامعة النيل بعودة الأرض والمبانى التى حصلت عليها «المدينة» بقرار حكومى بعد ثورة 25 يناير، أشرت فى مقالى إلى أن هناك من يحاسب جامعة النيل على أنها من إنجازات أحمد نظيف، رئيس الوزراء فى نظام مبارك، وأشرت إلى أن الصراع بين المدينة والجامعةو أراد له البعض ممن لهم علاقة بالحكم أن يجعله صراعا بين مرحلة مبارك وما بعدها، والخاسر فى القصة كلها هو العلم، وفى اعتقادى أن شيئاً من هذا يحدث فى مسألة تناول تكريم الدكتور مفيد شهاب، فلو اختصرنا قضية طابا فى مسألة نسبها إلى عصر سياسى بعينه، نكون ارتكبنا إثما كبيراً، فمن دافع عن تحرير الأرض، وحافظ على ترابنا الوطنى، لا يمكن سحب هذا الشرف العظيم منه لأنه مستبد أو تولى مسؤولية وفشل فيها.
كان الدكتور مفيد شهاب مثلاً وزيراً من نظام مبارك، وقل ما شئت فى أنه لم يكن وزيراً ناجحاً، وأنه كان يدافع عن نظام ثار ضده المصريون، لكن لا يمكن إغفال حقيقة أنه كان ضمن الفريق «الوطنى» الذى تعب، وكد، وسهر، من أجل الدفاع عن حق مصر فى أرضها أمام المحكمة الدولية، التى نظرت قضية النزاع مع إسرائيل حول أرض طابا، وتكلل هذا الجهد بحكم المحكمة بإعادة الأرض السليبة، وتلك القضية فى عمومها من الحسنات التى لا يمكن تجاهلها فى حق مبارك، رغم استبداد نظامه وفساده.
لوعدنا إلى تشكيل فريق العمل الذى أعد العدة لقضية طابا، سنجد أنه كان عابراً للانحيازات الحزبية، ففيه كان الدكتور وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد، وتم الاستعانة به لقامته الوطنية الكبيرة، ولم يتم اختياره لـ«وفديته» وإنما لكفاءته ووطنيته.
فى القضايا الوطنية الجامعة، لا يتخلف عن ركب العطاء أى وطنى غيور، حتى لو كان بينه وبين نظام الحكم أعظم الخلافات، وهناك الكثير من الأمثلة فى تاريخنا، فحين قامت ثورة 23 يوليو 1952، توجهت أنظار قادتها فى البداية إلى شخصيات كانت من الرموز السياسية للعصر الملكى الذى ثار عليه تنظيم الضباط الأحرار بقيادة جمال عبدالناصر، وكما هو معروف تم عرض منصب رئيس الجمهورية على الدكتور أحمد لطفى السيد، وفى عصر مبارك ليس سراً أن مبارك نفسه والأجهزة المعنية، استعانوا أحيانا ببعض رموز من الشخصيات التى عملت بجوار جمال عبدالناصر بالرغم من الخلاف بينهما، وذلك فى استعادة العلاقات العربية، بعد أن تدهورت أيام السادات، وكما هو شائع فإن صدام حسين استعان بقيادات عسكرية بارزة مثل الفريق أول محمد فوزى فى تحرير «الفاو» من إيران أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وذلك بموافقة نظام مبارك.
القضايا الوطنية الجامعة، تتخطى حواجز الأيديولوجيات، لا تقف عند الخلافات الحزبية، ولأجل ذلك، فالتقدير الذى ذهب إلى الدكتور مفيد شهاب وكل فريق طابا هو فى محله تماماً.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة