أخيرا تم حسم أزمة برج القاهرة الذى ظل مغلقا طوال الفترة الماضية لخلافات بين الإدارة اللبنانية للبرج والعمال. عاد البرج للإدارة المصرية مرة أخرى بعد أن تم الإعلان عن توقيع شركة سمارت تكنولوجى وهى شركة مساهمة مصرية بسواعد شباب مصريين، عقدا لإدارة وتطوير وتشغيل برج القاهرة لمدة عشر سنوات.
وحسب المسؤول فى الشركة المصرية فسوف يتم افتتاح البرج للزوار والسياح من جديد فى شهر مايو المقبل بأحدث التكنولوجيات المتاحة عالميا بعد الانتهاء من خطة تطوير البرج، والتى تشمل تطوير المنطقة الخارجية والمطاعم ومنطقة ترفيهية وإضافة أحدث نظم الإضاءة العالمية.
طوال الفترة الماضية تم إهمال برج القاهرة، أحد أهم المعالم السياحية فى مصر وأحد العلامات المميزة لمدينة القاهرة إلى جانب الأهرامات وقلعة محمد على والمتحف المصرى، وأغلقت الإدارة السابقة أبواب البرج فى وجه السياح والتفرغ لمشاكلها مع عمال البرج ولم تتدخل الدولة لإنقاذ أهم معلم سياحى فى القاهرة صاحب القصة التاريخية الشهيرة عند بنائه كشاهد على الإرادة الوطنية المصرية فى مواجهه الابتزاز الأمريكى فى الخمسينيات.
مع بداية السنوات الأولى لثورة يوليو 52 أرادت الولايات المتحدة الأمريكية منح مصر «رشوة» قدرها 6 ملايين جنيه مصرى بهدف التأثير على موقف مصر عبد الناصر المؤيد للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى، فأراد الزعيم الراحل إعطاء الأمريكان درسا قاسيا وتوجيه لطمة قوية للرد على الرشوة وقرر بناء برج القاهرة كتحفة معمارية بأيدى المصريين على شكل زهرة اللوتس الفرعونية القديمة، وكان كالشوكة فى ظهر السياسة الأمريكية، أو كما أطلق عليه المصريون وقتها «وقف روزفلت». ورفض عبد الناصر أن يخصص الأموال الأمريكية للإنفاق على البنية الأساسية وأراد أن يبنى البرج بشكله الحالى الذى لا يخلو من معنى سياسى أيضا، رغم أن مصر كانت فى أشد الاحتياج للأموال الأمريكية للبناء وتأهيل المرافق.
لحظة افتتاح البرج فى نهاية الخمسينيات كان حديث العالم رغم أنه لم يكن الأعلى، ولكن قصة بنائه كواحدة من معارك الوطنية المصرية، بعد معركة السد العالى، جعلته واحدا من أشهر الأبراج فى العالم فى ذلك الوقت، وكل من يزوره يتذكر هذا التاريخ.