هل تعرفون كم عدد ضحايا حواث الطرق سنويا فى مصر؟ بحسب مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الذى يسجل فقط البلاغات الواردة إلى غرفة العمليات المركزية به، فإن مصر تشهد فى المتوسط حوالى 2500 حادث طريق سنويًّا فى المتوسط، بحسب إحصاءات 2010، بإجمالى وفيات يتجاوز 4700 قتيل وحوالى 50 ألف مصاب!
هذه الأرقام المفزعة تقول ببساطة- إذا كانت الأرقام لا تكذب- إن فى مصر حربا أهلية غير رسمية، على طرقنا السريعة فقط، لا أتحدث هنا عن الإرهاب ولا العمليات الانتحارية، ولا استهداف أفراد الشرطة والجيش بالأسلحة النارية ولا إلقاء القنابل عشوائيا فى أماكن التجمعات السكانية، وإنما أتحدث عن السائرين فى أمان الله إلى أعمالهم أو إلى قضاء مصالحهم، فيتخطفهم الموت الرابض وراء إهمالنا وثقافتنا المرورية المنحطة وظهور البلطجية الكامنين فينا، فور جلوسنا وراء عجلة القيادة، بصرف النظر عن المستوى الاجتماعى والثقافى لـ«البلطجى».
انشغالنا بضحايا الإرهاب والإرهابيين يفوق بمراحل اهتمامنا بالحرب الأهلية المكتومة على طرقنا السريعة، وكأننا استمرأنا سقوط القتلى والمصابين «يعنى العجزة» يوميًّا، وكأن مشهد الموتى الأبرياء ضحايا السرعة الجنونية أو السائقين المخدرين فى عربات النقل أو السير عكس الاتجاه جزء من حياتنا وثقافتنا وانتحارنا المنظم!
وكالعادة، لا نفعل أمام حادثة ضخمة راح ضحيتها العشرات، إلا أن نعيد الكتابة والكلام عن نزيف الأسفلت والطرق الدامية، لكننا لا نتخذ إجراءات حاسمة، لا بشأن ضبط الجنون القاتل على الطرق أو تغيير ثقافتنا وعاداتنا المرورية، ولا بشأن «مجلس السلامة على الطريق» المجلس الذى طالبت بإنشائه عدة منظمات وهيئات حقوقية ومدنية ترعى ضحايا الطرق وأسرهم!
أذكركم وأذكر نفسى بكلمات الزعيمة التاريخية لإسرائيل عندما سئلت عن الأوضاع فى مصر، وعما إذا كانت القوة الاقتصادية والعسكرية عندنا تمثل أى تهديد للدولة الصهيونية، فقالت: «حدثونى عن أوضاع المرور فى مصر أقل لكم إذا كان المصريون يمثلون تهديدًا لنا أم لا».
ولا تعليق لدى..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة