هدى عبدالناصر هى «بنت أبوها»، هذا وصف أطلقه البعض عليها فى سنوات سابقة، ليس لأنها ابنة جمال عبدالناصر فقط، وإنما لأنها قاومت وحاربت كل من يشكك فى سياسات جمال عبدالناصر ووطنيته.
هى أستاذة للعلوم السياسية طبقا لبيانات الوظيفة، أى تعرف أدوات التحليل السياسى الذى يعطى رصانة للقول، هى من «أهل بيت جمال عبدالناصر»، المحبب إلى نفس كل ناصرى يؤمن بفكر جمال عبدالناصر ويدافع عنه، والمحبب للفقراء والبسطاء الذين طلع منهم وعاش لهم.
فى سيرتها الشخصية، ما يمنحها «تحصين المحبة» حين يتعلق الأمر بـ«جمال عبدالناصر»، لكن «لا تحصين» حين تدلو بدلوها فى الأمور العامة شأنها شأن المصريين عموما، ففى هذا حين تقول هى تصيب وتخطئ، ومن هنا يأتى تقييم كلامها يوم الثلاثاء الماضى حول حمدين صباحى فى برنامج العاشرة مساء للإعلامى وائل الإبراشى، الذى لم يأخذ هدنة بعد من تسخير برنامجه للهجوم على حمدين.
«1»
من زاوية أنك ابنة جمال عبدالناصر، تغفلين حقيقة مهمة فى معركة الانتخابات الرئاسية الحالية، وللأسف يغفلها آخرون يذهبون نفس مذهبك، وتبدأ من عدم إدراك معنى وقيمة أن جمال عبدالناصر هو الحاضر الأكبر فى هذه الانتخابات، أو فلنقل هو مرشحها الحقيقى.
أمامنا مرشحان، واحد ناصرى بجدارة الفعل والموقف والتاريخ وهو «حمدين»، والثانى وهو «السيسى» يؤكد ناصريون، وأنت منهم، على أنه ناصرى، وإذا صدق توصيفكم له على هذا النحو، فنحن بذلك نكون أمام مرشحين ينتسبان إلى مشروع «عبدالناصر»، وبدلا من أن يكون هذا فخرا منك ومن ناصريين آخرين لرد الاعتبار للمشروع الناصرى، وبدلا من التباهى بأنه رغم كل سنوات الهجوم الضارى على جمال عبدالناصر، ينتهى الأمر إلى أن المرشحين «حمدين والسيسى» يجلسان على «حجر» جمال عبدالناصر، أقول بدلا من التباهى بذلك، تتحدثين بلغة يبدو منها وكأن حمدين لم يكن يوما مناضلا ناصريا، وتتجاهلين أنه أصبح رمزا ليس للتيار الناصرى وفقط، وإنما رمزا وطنيا حقيقيا دون تزيد.
«2»
أفتح قوسا أمام وصف «حمدين» بـ«الصديق»، ويا للعجب يحرص على ذكرها كل الذين يفتحون النار عليه من أبناء جلدته الفكرية، فـ«أحمد موسى» يقولها أيضا، وكأن هذا الوصف أصبح جواز المرور الذى يؤدى بنزول الهجوم «بردا وسلاما» على حمدين ومؤيديه.
«3»
من زاوية أنك أستاذة للعلوم السياسية، تقولين إن «حمدين» يتحالف مع الوفد، وبقدر ما يعبر قولك عن رؤية «مزاجية» أكثر منها سياسية، أسالك عما إذا كنت ستطلبين من المرشحين الآخرين رفض تأييد «الوفد» له أم لا؟، ولا هى الحكاية حرام على حمدين وحلال على غيره؟.
«4»
وأخيرا، رغم مشروعية تساؤلك عن، من أين تنفق حملة حمدين؟، ورغم أن كل واحد فى حملته يفتخر بأنه ينفق من جيبه، أتمنى أن تتوجهى بسؤالك إلى آخرين، حتى نتحقق من تحذير جمال عبدالناصر بخطر «زواج الثروة بالسلطة».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة