أكرم القصاص

منافقون عابرون للأنظمة

السبت، 29 مارس 2014 07:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال ثلاثة أعوام تخلص المصريون من رئيسين، تصور كل منهما أنه يمكنه أن يحكم وحده مع حزبه أو جماعته، مبارك والحزب الوطنى كانوا يتصورون أنهم مستمرون ومهما فعلوا لن يجرؤ أحد على إزاحتهم. وبعد تنحى مبارك، جاء الإخوان وتصوروا أنهم يمكن أن يحكموا بنفس طريقة مبارك والوطنى. لكنهم فعلوا يحركهم الغرور، وكرروا نفس الطريقة والوجوه، وسقطوا بسرعة، والمثير أن نظامين سقطا لكن المنافون يعملون بنفس الطريقة، كانوا ينافقون مبارك، توجهوا بها إلى المجلس العسكرى ثم إلى حزب الحرية والعدالة، وإلى مرسى.

ثم انقلبوا على كل راحل لينضموا إلى القادم الجديد بصرف النظر عن الاسم. اليوم نرى عددا من كبار المنافقين يلعبون نفس اللعبة، وهؤلاء هم من يثيرون الخوف لدى الشعب، من أن يعودوا وكأن شيئا لم يحدث.

المنافقون يمتلكون تركيبة نفاقية عصامية، تتوجه إلى من فى السلطة، بعضهم كان يمدح مبارك والحزب الوطنى، وتحول للإخوان ثم انقلب عليهم، وجهز للقادم.. يتوجه للمنصب وليس للشخص. اليوم نرى عددا من كبار المنافقين يسنون أسنانهم ويغسلون أفواههم استعدادا للقادم الجديد الذى ربما لا يكون له ذنب اليوم، لكنه لو صدق أو منح ثمنا فهو ينضم إلى معسكر التسلط المتبادل.

لقد انضم كثيرون للحزب الوطنى لأنه حزب حاكم، بعد حزب مصر وبعضهم من قيادات الاتحاد الاشتراكى أيام كان اشتراكيا، وتحولوا إلى الانفتاح ثم الخصخصة، وأصبحوا «حرية وعدالة» أو أى حزب أغلبية، بصرف النظر عن الاسم، ومستعدون لأن ينتقلوا إلى أى حزب يفوز، ويصبحوا فيه مصفقين ومهللين ومنافقين للسيسى أو حمدين.

الموضوع أكبر من الأشخاص لأننا رأينا عددا ممن كانوا ضد التغيير، وحتى ضد الإصلاح، وقد صبغوا وجوههم وارتدوا ملابس الثورة، وأصبحوا يتحدثون لغتها، وبعضهم جلس على منصات التغيير صارخا بصوت أعلى وأكثر رنينا، وهؤلاء هم الوقود لكل نظام فاشل ومتسلط لأنهم يجيدون التخفى ولعب دور مزدوج ويحترفون المزايدة والنفاق أعلى وأكثر من غيرهم. قلنا إن حزب المنافقين والمزايدين، هو أوسع الأحزاب وأكثرها شيوعا، منافقون للثورة، ثم للمجلس العسكرى، ثم للحرية والعدالة واليوم مع السيسى، وهم جاهزون لما يستجد من منافقات.

هناك مشتاقون فى كل المجالات، وهم من تسببوا فى تجريف مصر طوال عقود، بسبب المشتاقين والمنافقين ورجال كل المراحل الذين هم مستعدون دائما لتوصيل النفاق إلى المنازل.

وهؤلاء هم من يثيرون الخوف من عودة التسلط والظلم والفساد، الذى هو ليس شخصا ولكنه طريقة تفكير وطريقة نفاق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة