«مسيرة للجماعة الإرهابية تطلق النار بشكل عشوائى على أهالى عين شمس..».. هذه كانت آخر رسالة كتبتها الشهيدة الجديدة للصحافة المصرية لصحيفة «الدستور» قبل اغتيالها برصاصات الإرهاب الإخوانى الغادر والجبان أثناء تأدية واجبها المهنى لنقل ما يحدث من عنف وترويع وقتل وحرق من أنصار الجماعة التى فقدت صوابها واتجهت لممارسة أقصى جنون الإرهاب واغتيال الأبرياء بدم بارد ثم سرقة حتى موتهم بالكذب والتضليل والاحتيال على الرأى العام. اغتالت الجماعة ميادة فى عين شمس مثلما اغتالوا الحسينى أبوضيف على أبواب قصر الاتحادية وراحوا يزيفون تاريخه النضالى وانتماءه السياسى بكذب فاضح، ولم يثأر لدمه الطاهر أحد حتى الآن. دماء ميادة تضاف إلى رصيد الدماء المستباحة لصاحبة الجلالة على يد الإخوان وسط صمت وعجز المؤسسات الصحفية والنقابة التى تخلت عن دورها فى توفير الحماية المناسبة لأعضائها الذين يواجهون الموت فى معركة الدولة ضد الإرهاب ويدفعون حياتهم وأرواحهم ثمناً مجانياً.
وطالما لم تثأر الدولة لدماء مواطنيها الأبرياء وآخرهم ضحايا مجزرة عين شمس، فلن تتوقف جماعة الإرهاب عن استباحة دماء المصريين، ودماء الصحفيين، فهذا آخر أسلحتها فى معركتها الخاسرة اليائسة ضد الشعب المصرى. وهنا ينتفض السؤال، وأين قوات التدخل السريع لمواجهة الإرهاب «فى أى مكان» والتى أعلن عنها المشير عبدالفتاح السيسى قبل استقالته من منصبه كوزير للدفاع وترشحه للرئاسة، ماذا تنتظر تلك القوات ودماء المصريين تسيل فى الشوارع برصاص جماعة الإرهاب وفى مناطق أصبحت موبوءة بالإرهاب مثل عين شمس ومنطقة الهرم.
قتل المصريين بيد الإرهاب الإخوانى أصبح أمرا لا يمكن السكوت عليه أكثر من ذلك، والحكومة تتحمل المسؤولية الكاملة فى حماية المصريين، ووقف نزيف الدماء المجانى. وهذا لا يعفى أيضاً نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة من مسؤولية توفير الحماية اللازمة للصحفيين، وعقد الدورات التدريبية اللازمة للصحفيين الميدانيين فى كيفية تغطية الأحداث الساخنة التى تحولت إلى ساحات حرب مفتوحة، يكون فيها أبناء صاحبة الجلالة أهدافا سهلة لعناصر الإرهاب وربما لتجاوزات الأمن أيضاً. فصاحبة الجلالة على خط النار الآن، وفى المواجهة الآن فى معركة الإرهاب الأخيرة لجماعة الإخوان.