ليس خافيا على أحد حجم التحديات التى تواجه حكومة «محلب» الوليدة، كما لا يخفى على أحد أن هناك آمالا كثيرة معلقة عليها لتحقيقها، بعد أن فشلت كل الحكومات الخمس التى أعقبت ثورة يناير، وعلى مدار ثلاث سنوات فى تحقيقها، التحديات تتلخص فى تحقيق عنوان بسيط يردده رجل الشارع البسيط هو تيسيير الحياة على المصريين بعد أن تحولت حياتهم إلى قطعة من العذاب، تفتقد إلى الحد الأدنى من الخدمات، ووصلت ذروتها بانقطاع متكرر للكهرباء، وفشل مرورى، وتضخم فاق التصور، وبطالة قاتلة، وتوقف شبه كامل للمصانع، الآمال تشمل أيضا تحقيق إنجاز على الأرض فى الملف الأمنى والملف الاقتصادى، والعودة الملموسة لتحقيق الأمن الجنائى فى الشارع المصرى الذى أصبحت سمته الأساسية هى الانفلات، وهو ما يفتح الطريق سريعا نحو عودة تدفق الاستثمارات المترددة، وعودة تدفق السياحة، حتى تستطيع الحكومة الاستجابة لطلبات أصحاب المطالب الفئوية.
كل هذا مفهوم وملح وعاجل، وله الاحترام والأولوية والتقدير فهو نفس المهام التى تعهد بتحقيقها د. الببلاوى، وترك الوزارة فى لحظة غاضبة بعد أن طفح به الكيل، وقرر أن يترك الجمل بما حمل، الأهم من كل هذا، على أهميته الشديدة، هو أن تشرف هذه الحكومة على استكمال استحقاقات خارطة المستقبل بإعداد المناخ وتهيئة الأرضية لإجراء انتخابات رئاسية فى جو من الشفافية والحيادية، ثم استكمال المرحلة بانتخاب برلمان قادر على ممارسة دوره الرقابى والتشريعى سواء تجاه السلطة التنفيذية أو تجاه شخص رئيس الجمهورية.
وفى هذا الإطار فأنا أطالب م. إبراهيم محلب بأن يعلن بصراحة ووضوح الخط السياسى لحكومته، من اليوم الأول لأداء اليمين ويؤكد أنها ستقف قولا وفعلا على مسافة واحدة من جميع المرشحين المتنافسين لرئاسة الجمهورية، وتكون توجيهاته واضحة وصريحة لوزرائه ومحافظية بحظر الانحياز لمرشح دون الآخر، كذلك يحظر عليهم فى مكاتبات رسمية وتوجيهات صريحة استخدام مقار أو أجهزة الدولة، أو معداتها لصالح مرشح دون آخر، حسب الهوى السياسى وأنا هنا أتحدث بصراحة أكثر، فأنا أخشى أن يتطوع أحد المنافقين المتزيدين ويقوم مثلا بتعليق صور السيسى على المقار الرسمية، أو يستخدم أتوبيسات الجهة الحكومية فى نقل أنصاره لمؤتمر انتخابى هنا أو هناك.
يجب على الحكومة أن يكون خطها واضحا فى هذا الإطار لأننا بذلك نرسل رسائل للداخل والخارج بأننا نبنى مصر مرتكزين على دستور جديد، نسعى إلى تطبيق مواده على الأرض، ومحاولة البعض نفاق السيسى فى مشواره للترشح لمنصب رئيس الجمهورية يجب ألا يكون على حساب هذا البلد ومستقبله، أتمنى أن تثمر ثلاث سنوات من عمر الثورة بإحداث شىء إيجابى فى المشهد السياسى المصرى، وليس هناك أفضل من الانتخابات الرئاسية المرتقبة لنمارس فيها هذا الأمر، فكل الأسماء المرشحة حتى الآن يمكن أن تخوض غمار معركة محترمة، تكون فيها أجهزة الدولة على الحياد، فهذا أفضل لمصر والسيسى، وعموما فما فعله السيسى لصالح هذا البلد سيأتى به إلى سدة الحكم من خلال معركة انتخابية نزيهة وشريفة، وحيادية، وعلى المنافقين والمتزيدين أن يمتنعوا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة