لك الحق أن تعترض على باسم يوسف كما تريد، وأن تصفه بـ«الأراجوز» وأن تتناسى أنك كنت قبل قليل تعتبره أحد أهم رموز معارضة الإخوان، لكن ليس لك أن تتخذ من المزايدة نهجا، وأن تجهد عقلك فى افتراضات عقيمة ربما ترتد إليك فتخرسك وتفقدك المصداقية.
لا أخفيك سراً.. فإنى أرى أن باسم يوسف قد فقد الكثير من بريقه بعد 30 يونيو، ربما بسبب الاضطراب الذى نعيشه يومياً، وربما لأن الأمور اختلطت وبدت المتناقضات متشابهات، وربما لأنه أصيب بهوس الافتتان بالذات، وفوبيا تناقص الشعبية فى آن، وهذا ما دفعه إلى الاتكاء على العديد من الحيل الاستعراضية التى يحاول من خلالها أن يصنع من نفسه أسطورة، وهذا ما اتضح بشدة فى متاجرته بمنع برنامجه من العرض فى قناة «سى بى سى»، ومحاولاته المستمرة للزج باسم «السلطة» والجيش فى الأمر، وهو أعلم الناس بأن الجيش برىء من فسخ تعاقده مع القناة، هذا - من وجهة نظرى - دليل على شعور باسم بالخطر والخوف من تناقص شعبيته، وبدلاً من أن يجود من فنياته، ويبذل مزيداً من الجهد لضمان التطور لجأ إلى حيل رخيصة تضر ولا تفيد.
كل هذه الاعتراضات على أداء باسم يوسف مؤخرا لا تمنعنى من أن أرى أن حالة المزايدة على باسم يوسف هستيرية بامتياز، فخصوم باسم «يلوشون» فى أى شىء بغرض المزايدة لا غير، دون أن يحسبوا عواقب هذه المزايدة التى ستأتى بما لا يسرهم، فكثير من مهاجمى باسم يزجون باسم السعودية «عمال على بطال» وذلك بعد انتقال باسم إلى قناة إم بى سى مصر المملوكة للسعودية، موجهين ذلك السؤال الاستنكارى: هل يقدر باسم يوسف على الهجوم على السعودية أو على العائلة المالكة؟ وهو الأمر الذى يدل على اضطراب موجهى هذا السؤال، فالسعودية تعد الآن من أقوى حلفاء مصر الاستراتيجيين، والهجوم عليها الآن لا يصب فى مصلحة أحد إلا الإخوان وأمريكا على حد سواء، ولا أستبعد إذا ما هاجم باسم السعودية، أن يطلع علينا «خبير من إياهم» ليصف هذا الهجوم بأبشع الأوصاف، وفى الحقيقة فإنى أريد أن أوجه نفس السؤال إلى مهاجمى باسم: هل تقدر أنت على الهجوم على السعودية؟ وهل يقدر أكبر مسؤولى مصر على الهجوم على السعودية؟