فى أفلام الخيال العلمى فقط كانت هناك عمليات ومعملية تعيد الفيروسات والكائنات المنقرضة للحياة، بعد قرون من التجمد. رأينا فى «الحديقة الجوراسية»، كيف عادت الديناصورات من عملية تنشيط وراثى، وفى خيالات أخرى كانت هناك أبحاث تعيد للحياة فيروسات وميكروبات أخرى، تخرج عن السيطرة وتهدد البشر.
هذا الخيال أصبح أقرب إلى حقيقة، حيث أعلن علماء فرنسيون أن فيروساً مجمداً منذ 30 ألف سنة، عاد من سباته، فى قطعة أرض سيبيرية دائمة التجلد.
الفيروس هو «بيثوفيروس سيبريكوم»، وقال العلماء إنه لايشكل خطراً على الإنسان أو الحيوان فى الوقت الراهن، لكن عودته للحياة تثير مخاوف بشأن عودة فيروسات أخرى فتاكة، مثل الجدرى، فى ظل ارتفاع درجة حرارة الأرض الحالية.
ومعروف نظريا أن الفيروسات تحمل ميزات الكائنات الحية، لكنها أيضا يمكن أن تتحول إلى مادة كيماوية أو بلورات، لكنها تظل حاملة للحامض النووى المفرد «ريبو نيوكليك أسيد»، وهو خيط مفرد دايوكسى ريبو نيوكليك آسيد «دى.إن»إيه».
وقال المركز القومى الفرنسى للأبحاث العلمية الذى أعلن عن الاكتشاف: «إن لهذا الأمر انعكاسات جوهرية فيما يتعلق بأخطاره على الحياة البشرية»، لأن عودة الحياة للفيروسات التى أعلن عن استئصالها، مثل الجدرى، الذى تتشابه طريقة تكاثره مع فيروس بيثوفيروس لم تعد تقتصر على الخيال العلمى، ويجب النظر بجدية إلى «خطر حدوث مثل هذا السيناريو فى الحياة الواقعية». لنفاجأ بأن آلاف الفيروسات والأوبئة التى تصور البشر أنها اختفت، يمكن أن تعود لتهدد البشر وبشكل قد يكون أكثر خطورة.
العلماء مشغولون بمثل هذه الأبحاث، لأنهم يرسمون احتمالات لأن يكون ارتفاع حرارة الأرض، من جراء التلوث والأوزون، مؤشرا على إعادة الفيروسات لتنظيم نفسها، لتكون جزءا من هجوم على البشر والكائنات الحية، وبالرغم من نظرية ذلك، إلا أننا واجهنا خلال السنوات الأخيرة، أنواعا من الأمراض لم تكن معروفة، نتجت من تلاعبات البشر فى الطبيعة، منها جنون البقر، وأنفلونزا الطيور والخنازير. وكلها كانت كوارث من صنع البشر، نتجت عن استخدام أعلاف وهرمونات، ومنتجات مهندسة وراثيا. ربما لانكون مهمومين بمتابعة مثل هذه الأبحاث، أو نسخر منها، مع أننا دائما ندفع ثمنها غاليا، ولنتذكر جنون البقر، وأنفلونزا موسمية تطاردنا و«لانعرف لها أول من آخر».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة