لماذا يفرحون بقرار محكمة الأمور المستعجلة بالتحفظ على مقرات حماس فى القاهرة - إن كان لها مقرات بالمعنى المفهوم أصلا-؟ لماذا يعتبر البعض أن السعى نحو محو حركة حماس من الوجود، واختصار تاريخ الحركة فى علاقتها بإخوان مصر، وكونها حركة إرهابية انتصارا وبطولة؟ لماذا لا يفهم الفرحون ومن قبلهم السلطة التى ينافقونها أن لغة المصلحة فى عالم السياسة أعلى وأهم بكثير من ألاعيب المكايدة النسائية التى يحترفونها؟
أفهم الآن وجود غضب شعبى مصرى من تحركات وتصريحات حركة حماس الأخيرة لنصرة الإخوان، وإبداء الرفض لما حدث فى 30 يونيو، أتفهم ذلك وأجده حقا أصيلا للمصرى الغيور على وطنه، ولكن لا أفهم أبدا أن تكون الفضائيات المصرية والنخبة المثقفة هى المصدر الأول لتشويه الحركة والدعوة لنسفها من الوجود.
أفهم أن تضعوا أمامكم صفحات بيضاء، وتكتبوا فيها ملاحظاتكم على الحركة، وتنقدون بشدة أداء قادتها، وتفتحون تحقيقات جادة فيما يخص تدخلها عسكريا فى الشأن المصرى وعقابها بقسوة إن ثبت ذلك، ولكن لا أفهم إسراعكم فى الحكم على كل ما هو حمساوى بأنه سيئ وشرير، ويخدم مصالح شعب آخر غير الشعب الفلسطينى، أفهم أن تقولوا: إن خالد مشعل أخطأ، وأن الزهار تسرع، وأن هنية لا يفهم فى السياسة، وأن تغضب بعض التيارات السياسية من تهور حماس وغبائها السياسى فى كثير من الأحيان، ولكنى لا أستوعب أبدا أن يكون البديل هو المشاركة فى نبذ الحركة، وبالتالى حصار شعب غزة كعقاب لقادة حماس، أفهم وأدعم فكرة أننا لا نريد على حدودنا إمارات إسلامية، ولكن لا أفهم أبدا ألا يتم إيجاد طرق للحوار مع الحركة التى تحكم غزة، باختصار.. أنا لا أفهم كيف قررنا أن نلقى بكل رهاناتنا على كفة عباس التى نعلم جيدا أن ربحها لن يكون فى صالح أحد أبدا، سوى جيوب عباس وشلته.
ضع مساوئ حماس على جانب، وضع الأحداث الأخيرة فى سيناء وغزة على الجانب الآخر، وتعالى نسأل: لماذا لا يسعى النظام المصرى لوضع حركة حماس فى حجره؟ لماذا يخسر ورقة مهمة مثل حماس يمكن أن يلعب بها فى المنطقة حينما يريد؟ هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات مباشرة قبل فوات الأوان، وتحتاج إلى دراسة على مهل، قبل أن تضيع الفرصة، ولكن قبل كل ذلك يجب على حركة حماس أن تعيد تقديم نفسها من جديد لمصر، ولدول المنطقة العربية، لأن ما جمعته الحركة فى سنوات الشيخ أحمد ياسين، وعبدالعزيز الرنتيسى - رحمهما الله - يبدو أنها تخسره بسرعة فى عصر ارتباك هنية ومشعل، ومن معهما من الذين انشغلوا بمعارك خاسرة مع فتح، دون أن يفهموا الدرس القديم الذى يقول: إن حماس كسبت احترامها وشرعيتها حينما كانت تضرب طلقاتها فى صدر أعداء الخارج فقط!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة