رغم إيمانى الكامل بأن أى مبادرة إخوانية ستتضمن المطالبة بعودة مرسى سيكون مصيرها الفشل، فإننى أيضاً على يقين بأن زمن مبادرات الإخوان قد انتهى، وأن فرصتهم الحقيقية الآن هى الاعتذار والندم، وليس المبادرات، لأن الوقت لهذه المبادرات لا يخدم سوى التنظيم الدولى، ولهذا لم أفاجأ بفشل مبادرة إخوان السجون ومن معهم، والمعروفة باسم «مبادرة ماضى - الكتاتنى» نسبة إلى المهندس أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط، والدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المحظورة، وكلا الرجلين موجود داخل السجن على ذمة قضايا عنف، وهو ما يجعلنا نخشى أن تكون هذه المبادرة، مجرد مناورة سياسية، هدفها وقف محاكمات قيادات الجماعة، ويبدو لى أن كل من سيتحدث عن عودة الأوضاع لما قبل 30 يونيو 2013، ستفشل كل مبادراته وهو ما يجعلنا على يقين بأن مبادرة ماضى الكتاتنى ستفشل، والسبب إصرارها على عودة الشرعية المزعومة لنظام الإخوان الفاشل، والحقيقة أننى أصبحت على يقين أن حبوب الهلوسة الإخوانية، المعروفة باسم حبوب الشرعية، التى حاولت الجماعة ترويجها بعد سقوط دولتهم، وعزل مندوبهم بقصر الاتحادية محمد مرسى، مازالت تحركهم، والحقيقة أننى أشك فى كل نوايا الإخوان تجاه الوطن، حتى لو كانت باسم الشرعية، أو حتى الشريعة، لأننى أعتقد أن ما يقوم به أعضاء الجماعة من إشعال نار الفتن بهدف ضرب الاستقرار فى مصر، ليس من الشريعة، وليس من الشرعية، فمن كان لديه شرعية وانتزعت منه فى مظاهرات شعبية، فعليه أن يقوم بتصحيح مساره، لأن الأمة اجتمعت على الخروج عليه وعلى خطاياه، وهو ما ظهر فى مظاهرات الغضب فى 30 يونيو.
ولكن أن تظل الجماعة تتآمر ضد الوطن، معتقدة أنها بهذه الطريقة ستعيد الشرعية أو الشريعة، والأخيرة ظلت بعيدة عن أجندة الجماعة، عندما كان مندوبها يحكم مصر، هو ما يجعلنى أعيد التأكيد على أن الإخوان يتاجرون بحبوب الهلوسة، أو حبوب الشريعة والشرعية التى مازالت قيادات الإخوان سواء من بالسجون أو من بخارجها، يلعبون عليها، ويخدعون أنصارهم لكى يستمر استنزاف مصر داخليا وخارجيا، وهو الهدف الحقيقى الذى بسببه تحاول الجماعة نشر حبوب الهلوسة بين السوقة والعامة.