للمهندس أحمد بهاء الدين شعبان منزلة كبيرة عندى، أعرفه منذ سنوات بعيدة واحدا من الذين أثق فى قناعاتهم وأسترشد برأيه فى اللحظات المربكة، وهى كثيرة، ولكنها لم ترق إلى اللحظة الراهنة، لا يوجد تجمع مع القضية الفلسطينية يخلو منه، عضو أو رئيس معظم المنظمات المناهضة للصهيونية ومقاومة التطبيع، ساهم فى شبابه فى تنظيم وقيادة الانتفاضة الطلابية الديمقراطية، كان أكثر مؤسسى الحركة الوطنية للتغيير إيمانا بدور المبدعين والفنانين فى مواجهة الاستبداد، ستجده إلى جوارك فى كل مظاهرة تطالب بالعدل والحرية وتتصدى للفساد، هو يعبر عن الجناح النقى فى اليسار المصرى الذى لم يتربح من النضال، هو رجل إيجابى وهادئ ومبتسم ومحب للناس، هو أحد رموز الثورتين، له أكثر من خمسة وعشرين كتابا فى الحق والوطنية والديمقراطية.
مؤخرا صدر له كتاب «حكاية مشعلى الثورات» عن هيئة قصور الثقافة، عبارة عن رسالة من مناضل مخضرم إلى الجيل الطالع، يرصد المسيرة منذ نهايات القرن التاسع عشر، ويقول إن من كتابة هذه الصفحات أن يتأكدوا بالدليل القاطع أنهم ورثة تاريخ نضالى ممتد وفذ، وأن ما أنجزوه فى السنوات الأخيرة ليس ضربة حظ معجزة، أو إنجازهم وحدهم، وأنت تقرأ الكتاب البسيط تشم رائحة أحمد عبدالله رزة ومحمد السيد سعيد رحمهما الله، اللذين كانا أجمل ما فى الحركة الوطنية، صوت الشيخ إمام يهل عليك وأنت تقرأ وهو يغنى لنجم «أنا شفت شباب الجامعة الزين، أحمد وبهاء والكردى وزين، حارمينهم حتى الشوف بالعين، وف عز الضهر مغميين، عيطى يا بهية على القوانين».