سامح جويدة

بين قراءة الواقع و قراءة الكف

الثلاثاء، 01 أبريل 2014 06:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس هناك فرق بين من يعرف ومن لا يعرف طالما ليس هناك معلومات من الأصل‪،‬ لذلك برع الجهلة فى قراءة الواقع وانشغل المثقفون بقراءة الكف، ومشكلة المعلومات فى مصر أنها برج نارى هوائى متقلبة المشاعر تهيم بأصحاب السلطة والمال من أبراج الأسد والثور والحوت ولو كذبوا، ولا تلتف للحقيقة على أساس أن قائلها حمل (غلبان) أو جوزاء (بوشين) أو عقرب (له أجندة أجنبية)، فتبقى المعلومات محصورة عند (نعم هناك مشكلة ولكن الوضع آمن)، ومع الأيام ندرك طبيعة الأمان المطلوب ولمن! ويقول شندى الفلكى إن المعلومات فى مصر مثل حفرة سيبيريا أو مثلث برمودا، فليس هناك دليل قاطع، فالمعلومة الوحيدة المؤكدة هو عدم وجود معلومات مؤكدة، فلن تعرف عدد المسحوقين تحت خط الفقر أو عدد المسحولين بالأمراض المستعصية أو عدد المتسربين من التعليم أو حتى عدد المتعلمين أو حجم المستفيدين من الدعم أو حجم الدعم أو هل هناك دعم فعلا؟
ويبدو أن المشكلة قديمة منذ الفراعنة، فأسرار التحنيط مجهولة حتى الآن رغم أننا جميعاً محنطون، ولكننا مازلنا نبحث من حنطنا وكيف ولحساب من.. أسئلة سخيفة لا تليق بحضارة الفراعنة فنحن أفضل بكثير من دول الجوار المحتلة أو المنحلة، وتبقى المعلومات الغائبة كالحلقة المفقودة فى كل شىء والسبب الرئيسى فى كل الكوارث. فلا يخفى على جاهل أن إدارة الدولة أو إدارة عربية كبدة تحتاج فى الأصل لشبكة متكاملة من المعلومات يمكن من خلالها فهم الأوضاع الحقيقية واتخاذ القرارات ووضع الأهداف واختيار السياسات والخطط التنفيذية ومتابعة الأداء وتقييمه.. إلخ، لذلك أتعجب من كم القرارات التى يتخذها المسؤولون عميانى بدون وعى لأهمية المعلومات والنتيجة واضحة حتى فى أبسط الأشياء، رغيف العيش وأنابيب البوتاجاز والزبالة، ثلاثية القهر فى مصر، فحتى أصحاب مزارع الدواجن والبط يدركون أهمية توفير الغذاء والطاقة والنظافة لحيواناتهم الداجنة من خلال معلومات دقيقة عن عدد الدواجن وغذائها ومخلفاتها. فهل ندعو الله أن يخلقنا بريش حتى يفهموا. فأولى خطوات التنمية هى جمع ورصد معلومات دقيقة عن حجم المشكلة وظواهرها وآثارها بالأرقام والتواريخ والمشاهدات والبحوث الميدانية وقراءة الواقع بشكل علمى عملى. أما قراءة الكف وفتح الكوتشينة وهز المندل فلا تصلح إلا للأعمال السفلية وفك النحس وربط العفاريت. أما تنمية الدول وحل مشاكلها وتحسين مقدراتها وإمكانياتها فهذا شأن آخر لا يصلح معه هذا الهجص.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة