سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 1 إبريل 1987.. وفاة "القديس الصعلوك" عبد الرحمن الخميسى فى موسكو

الثلاثاء، 01 أبريل 2014 08:32 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 1 إبريل 1987.. وفاة "القديس الصعلوك" عبد الرحمن الخميسى فى موسكو سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يلخص الكاتب الكبير محمود السعدنى حياة وشخصية عبد الرحمن الخميسى، قائلا: "يكفى الخميسى أنه هو الذى مهد الطريق أمام يوسف إدريس وسعاد حسنى ومحرم فؤاد والشاعر الشرنوبى الذى مات فى ريعان الشباب تحت عجلات قطار فى طريقه إلى دمنهور، صحيح أن الخميسى نام فى حدائق القاهرة، ولكنه نام فى أفخر أحيائها وفى أفخم شققها، وعاش حياته كلها فى قصص حب متصلة، وصادق الأثرياء وصادق الفقراء، واشتغل بالسياسة وعاملها معاملة الأدب".

عبد الرحمن الخميسى، هو قصة إنسانية فريدة، كان شاعرا ومؤلفا موسيقيا ومؤلفا ومخرجا ومذيعا وصحفيا ومناضلا وممثلا، ومن أشهر أدواره دور الشيخ يوسف فى فيلم "الأرض" لـ"يوسف شاهين"، ورغم كل ذلك فإنه وحسب تعبير الكاتب "كامل زهيرى": "كانت حياته أروع أشعاره".

وكتب عنه أحمد بهاء الدين: "دهشت عندما قرأت فى نعيه أنه توفى عن سبعة وستين عاما فقط، لا لشيخوخته، فقد كان أكثر من عرفت شبابا ونشاطا وحركة، ولكن لكثرة ما أنتج، وكثرة ما عاش، وكثرة ما سجن، وكثرة ما سافر فى أنحاء الدنيا، وكثرة ما ترك من الأبناء والبنات فى شتى عواصم العالم"، أما الشاعر والكاتب "كامل الشناوى" فقال: "تمنيت أن أكون على شاكلة الخميسى، ألوى ذراع الحياة كلما عاندتنى، الخميسى فى الحقيقة هو التجسيد الحى لواقع أحلامى التى لم تتحقق أبدا".

فى قرية "منية النصر" بمحافظة الدقهلية كان ميلاده "13 نوفمبر 1970"، وفى مثل هذا اليوم "1 إبريل 1987" كانت وفاته فى موسكو التى عاش فيها 13 عاما متصلة، وبين الحياة والموت عاش عمره الذى يمكن تلخيصه فى قوله: "آمنت بأن الإنسان على ضوء محبته للناس والأشياء، يستطيع بذلك أن يمتلك النور الذى يكشف به أسرار الحياة، وأن يرى أجزاء المثل الأعلى بادية أو خافية داخل كل ظاهرة"، وحين تطالع سيرته يستوقفك فيها معنى وقيمة فضيلة الاستغناء "التى تعطى للإنسان قوة وكرامة، ويستوقفك جمال الحياة حين تزخر بهؤلاء الموهوبون بالعطاء بلا حدود".

فى سيرة "الخميسى" التى يستعرضها يوسف الشريف فى كتابه "القديس الصعلوك"، يحكى قصة اكتشافه لسندريلا السينما المصرية سعاد حسنى، وجعلها بطلة فيلم "حسن ونعيمة" الذى كتب قصته، وجاء ذلك بعد أن شاهدها لأول مرة: "واقفة لصق حوض مياه فى الممر، تغسل بعض ملابسها، وتدعكها دعكا بيديها، وخصلات شعرها تغطى جبينها، وأجزاء من وجهها، ولم أكن أدرى لحظتها أن جدائل شعرها المنسكبة، تختزن وراءها تلك اللؤلؤة النادرة المثال والتى أصبحت خلب بالفن قلوب الملايين".

ترك "الخميسى" مصر على أثر خلاف مع الرئيس أنور السادات، بسبب قرار السادات بطرد الخبراء السوفيت من مصر قبل حرب أكتوبر 1973، وكان السادات وقوى اليسار كلها قد دخلا فى حالة طلاق بائن، بعد الحرب، وهاجر "الخميسى" إلى لبنان ثم العراق، حتى حط فى موسكو عام 1974، وفيها حصل على وسام "لينين للسلام" تقديرا لدوره كواحد من أبرز المناضلين والمبدعين فى العالم الثالث.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة