رجال الشرطة فى الصعيد، هم الجمهور الحقيقى والرئيسى والوحيد، الذى يشاهد مباريات لعبة القتل والموت، فى الصعيد بشكل عام، وجنوبه بشكل خاص.
الحقيقة أن الدولة أبعدت محافظات جنوب الصعيد تماماً عن حضنها، فقررت أن تكون دولة بمفهومها الشامل، تعتمد على دعم مواردها نفسها بنفسها، ومصدر دخلها أبناؤها فى دول الخليج، والزراعة، ونظرا لأن الحكومة المصرية الشقيقة وسلطاتها القاطنة فى القاهرة، ليس لها حق الولاية على دولة الصعيد، لأنها لا تنفق عليها ولا تهتم بتنميتها، ومعاناة مواطنيها،فإن دولة الصعيد استقلت وأعلنت عن دستورها وقوانينها الخاصة، وأبرزها أنه لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص عند حل أى نزاع، ووضعت القوانين العرفية لحل باقى الأزمات، وشكلت محاكم مقراتها «المندرة والدوار»، تعقد فيها المصالحات، وإصدار الأحكام، بعيدا عن قوانين الدولة المصرية الشقيقة.
ولحماية حدودها استطاعت أن تشترى ترسانات أسلحة متطورة، بداية من رشاشات «الجرينوف» والنصف بوصة «والآر بى جى»، ورشاشات «البى 10» الكورى المتطور، و «م ط» المضاد للطائرات، بجانب الأسلحة الآلية الروسية التى تتفوق على أسلحة الشرطة والجيش بمراحل، بمسمياتها وموديلاتها المتعددة، بجانب البنادق الإسرائيلية، والكورى والصينى، وانتهاء «بالطبنجات» المتطورة من سميث الإنجليزى، وهتلر، والبلجيكى 14 طلقة، ونهاية بحلوان الأوتوماتيكية.
إذن دولة الصعيد عندما تمارس لعبة الموت فى مباريات الصراع الدامى بين القبائل والعائلات، فإن جمهور هذه المباريات هو الشرطة، الغائبة تماماً منذ 25 يناير تحديدا، وإن كانت الحقيقة غائبة منذ عقود طويلة، إلا أن غيابها استفحل بعد الثورة، التى يعتبرها كل مواطنى الصعيد نكبة جلبت لهم كل الشرور، والفوضى.
وعلى سبيل المثال مديرية أمن قنا، بقيادة اللواء محمد كمال، خارج نطاق الخدمة، ولم يصنع شيئا حيال صراع قرى مركز دشنا أشرس وأعنف القرى، لدرجة أن عائلتين بإحدى القرى اندلعت المعارك بينهما بالرصاص الحى دون توقف شهرين كاملين، وراح ما راح من ضحايا، أمام عينيه ولم يفعل شيئا.
سكان الصعيد يمارسون لعبة الموت.. والجمهور الوحيد هو الشرطة، وهى كارثة حقيقية، والغريب عندما تهاجم بعض القرى وتجد مقاومة تتهم بعض الشرفاء بأنهم بلطجية وبؤر إجرامية فى عملية خلط للأوراق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة