سواء فاز بالرئاسة السيسى أو حمدين، فكلاهما سيكون رئيسا وطنيا يحب بلده ويعشق ترابها ويقدس علمها، كلاهما لن يبيع مصر فى سوق الخيانة والعمالة، لن يسرب أسرارها لأجهزة مخابرات أجنبية، لن يفتح أبوابها أمام كل الطامعين مقابل ثمن بخس، لن يحولها إلى سكن ومأوى لميليشيات مسلحة وإرهابيين، لن يهدر حقوق المصريين من أجل تحقيق أو عشيرة أو تيار، لن يسعى أحد منهما لهدم مؤسسات، أو الانتقام من أشخاص أو سياسات أو حقب فى تاريخ مصر.
سواء كان السيسى هو الرئيس أو حمدين فلن يعادى فئات من الشعب، ولن يتآمر على كسر الجيش ولن يفرط فى الأرض التى ارتوت بدماء الشهداء، ولن يتاجر بالدين ولن ينصب على المصريين بمشاريع وأفكار وهمية، ولن يهددهم بقتلهم دفاعا عن كرسيه.
كل هذه الجرائم لن نجدها فى ظل رئاسة الاثنين، لأن الفارق بينهما ليس فى الانتماء للبلد، ولا فى النزاهة والشفافية والشرف، ولا فى الثورية، وإنما الفارق بينهما فى القدرة على إدارة شئون مصر، وكيفية التعامل مع الملفات المتخمة بالمشاكل.
الفارق بينهما سيكون بالرؤية التى يمتلكها كل منهما، ومدى امتلاكه خطة ناجزة وناجحة لمواجهة الإرهاب والعنف الذى انتشر، وكيفية إعادة الأمن والأمان إلى الشارع المصرى، من يستطيع إعادة الطمأنينة إلى قلوب المصريين، من منهما يمتلك مهارة ادارة موارد الدولة بذكاء يخرجنا سريعا من النفق المظلم اقتصاديا، من يمتلك برنامجا عمليا قابلا للتنفيذ وليس وعودا فضائية تتبخر بمجرد وصوله إلى المنصب، من يطمئن المصريين إلى أنه سيحسن اختيار من حوله من رجال الحكم والإدارة، من سيدير بأهل الكفاءة والسمعة المحترمة، وليس بالشلة والأصدقاء والمقربين.
من لديه قدرات إبداعية فى حشد طاقات المصريين فى كل مجال من أجل تشغيل الماكينات المعطلة وفتح المصانع المغلقة.
من يصارح الشعب ولا يخدعه، من يتصدى للتحديات بشجاعة ولا يهرب منها، من يتحمل المسئولية ولا يلقيها على غيره، من يعرف حدود الأمن القومى، ويقدر متطلباته وقادر على توفيرها، من منهما القادر على ضبط أدائه والتحكم فى انفعالاته وتجميع الشعب من حوله، من سيحكم بنفسه ولا يحكم بالريموت من خلف الستار.
هذا هو الفارق الذى يمكن أن يرجح كفة أحد المرشحين على الأخر، والوحيد الذى سيحدد من منهما يمتلك هذه القدرات هو المواطن نفسه وليس غيره، المواطن عليه أن يتحمل مسئولية صوته ويتابع جيدا كل المرشحين بمن فيهم السيسى وصباحى، يطلع جيدا على ما لديهم من برامج ووعود، يفتش بدقة فى تاريخهم ليحكم بنفسه ولا يفوض غيره ليختار نيابة عنه.
هذا المواطن عليه ألا يتخلى عن حقه فى الوقوف فى طابور الانتخاب أمام اللجان، ليقول كلمته الفاصلة بين المرشحين، يقولها برؤيته وقناعته، وليس بإملاء من نخبة مصلحجية أو إعلاميين بعضهم هوائى وبعضهم فاقد الحيادية، وبعضهم للأسف لا يريدون انتخابات ولا رئيس ولا حكومة من الأساس، لأنهم يريدون مصر دولة مهلهلة وخربانة، وقليل منهم قابضون على حياديتهم ومصداقيتهم لكن كالعادة أصواتهم خافتة وسط سوق المزايدات والزعيق الإعلامى المنصوب حاليا.
أيها المواطن أنت صاحب الحق الأصيل فى اختيار من سيجلس على كرسى الحكم ليدير شئون مصر، فلا تترك عقلك لغيرك، واختار بنفسك
وتبقى نصيحة من التاريخ..عندما جاءت على مصر السبع الشداد منحها الله الصديق يوسف القوى الأمين الذى أحسن ادارة الأزمة فخرج بمصر من كبوتها، وعندما حدثت الشدة المستنصرية فى عهد الخليفة الفاطمى المستنصر بالله (1065- 1071) استدعى حاكم عكا بدر الجمالى ليتولى الوزارة فأحسن إدارتها وخرجت مصر من الشدة إلى اليسر، ومن حبهم له ردد المصريون الآية القرآنية "لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة".
وبما أن عصر الأنبياء لن يعود، فمصر الآن فى انتظار "بدر" الجديد الذى سيختاره الشعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة