أكرم القصاص

واللى ما يشترى يترشح

الخميس، 10 أبريل 2014 06:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح الترشح للرئاسة أقرب طريق بين كاميرتين، ويبدو أننا خلال الفترة السابقة للترشح لانتخابات الرئاسة سوف نواصل الاستماع إلى مالذ وطاب من التصريحات والبرامج والتقافز والتنطيط. لا فرق هنا بين مرشح محتمل أو مرشح منتظر أو مرشح بشرطة أو بلعبة، المهم أن يحظى المواطن ببعض الأضواء ويرقع «كم تصريح» أمام وكالات الأنباء والفضائيات التى تنتظر أن يعلن المرشحون الحقيقيون مواقفهم.

وبصرف النظر أو صرف صحى عن تكاثر أعداد المرشحين على أنفسهم أمام اللجنة، فهم يقدمون عروضا لذيذة، ولا يستخسرون أفكارهم فى الشعب، وغالبا يجد بعض النشطاء السابقين أو المغامرين والمغامرات المتقاعدين منهم والمتقاعدات، يجدون فرصة فى إعلان نيتهم فى الترشح، فتهتز الكاميرات طربا بزبائن جدد سوف يشغلون مساحة من التسلية.
أما إذا كان المرشح من النوع «الكاراكتر» فهى فرصة ذهبية، ومساحة مهلبية لاستفزاز غدد التصريحات لدى المحتمل، ودفعه لإطلاق منصات الردود، والغمز واللمز، ضمن فقرات تملأ مساحات التسلية فى المساء والسهرة.

وفى النهاية على المواطنين أن يشكروا السادة مرشحى الصوت والضوء، بما يقدموه من عروض فكاهية، وفقرات مهمة، تسلى المشاهد، وتخفف عن المواطن الآثار الجانبية لانقطاع الكهرباء، وغلاء الأسعار، فضلا على كونها تمثل نوعا من الطراوة فى وضع سياسى جاف، لا يزال يخلو من الإثارة والجدل العميق.

ثم إن كل هذه الفقرات، التى يقدمها محتملون غير محتملين، تأتى من دون خطوات جادة من قبل السادة المرشحين على أنفسهم، والأهم هنا أن السادة المحتملين ظهروا بعد سنوات كانوا فيها يعرفون أن هناك سياسيين ونشطاء لمعوا لمجرد تكرار ظهورهم فى الفضائيات وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، وكل منهم يختار لنفسه كاراكتر، باعتبار أن الكلام ليس عليه جمرك.

وليس لأحد أن يلوم هؤلاء المحتملين، من هواة الترشح على الذات، أو محترفى التصريحات النارية واللمز والغمز، لأنهم يقدمون فقرات وعروضا مسلية، تشغل المساحات السياسية الجافة، كما أنهم يلبون دعوات الإعلام، المتعطش للترويح عن المواطن المشاهد.
ثم إن كلا من هؤلاء يجد لنفسه مريدين ومؤيدين، وبعض من ترشحوا بالفعل فى انتخابات سابقة لم يحصلوا على نسبة تصويت ولا مشاهدة، وما زالوا يفكرون فى أفضل الطرق للظهور أمام الكاميرات. واللى ما يشترى يترشح.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة