تبرع محافظ الوادى الجديد اللواء محمود خليفة وحرر توكيلا للمشير عبدالفتاح السيسى دعما له فى الانتخابات الرئاسية، والتقط صورا ليوصل رسالته، متصورا أنه بذلك يخدم مرشحه المفضل، بينما هو مثل الدبة التى تقتل صاحبها.. السيسى لا يحتاج توكيلات، لأنه حصل كمرشح على ما يتجاوز عشرين ضعف التوكيلات المطلوبة، ثم إن السيد المحافظ لو كان يريد المجاملة فأمامه طرق أخرى يوصل بها رسالته وولاءه، وحتى لو كانت تربطه علاقة مع السيسى من الجيش، فهذه أمور يمكن طرحها فى النوادى أو المنازل المباشرة، أما التأييد العلنى فيمكن للسيد المحافظ أن يترك منصبه وينضم لحملة المشير، ويعرف أنه يضره من حيث يتصور أنه يخدمه.
وحسنا فعل رئيس الوزراء بإقالة المحافظ لأنه أكد تصريحاته حول الحياد وليمارس المحافظ ما يشاء من تأييد.
قد يرد شخص ليقول إنه لا توجد مخالفة قانونية فى أن يحرر محافظ توكيلا لمرشح رئاسى، لكن هؤلاء لن يتمسكوا برأيهم لو انقسم المحافظون بين المرشحين وأعلنوا انحيازاتهم بشكل واضح، وتصبح الأجهزة التنفيذية طرفا فى صراعات السياسة. عندها لن تكون هذه آراءهم، ناهيك عن نتائج متوقعة من سلوك المحافظ أو الحكومة، والتى حتى لو تصور البعض أنها سلوكيات فردية، فهى تدفع موظفين ومرؤوسين لتبنى رأى المسؤول التنفيذى، بما يفتح الباب لمزيد من حفلات النفاق الرخيص، التى تنسف مبدأ العدالة والمساواة.
ولا ننسى أننا لم نبتعد كثيرا عن تجربة الإخوان وانحيازات المحافظين والوزراء للجماعة، وقبلها مع الحزب الوطنى، وهو تراث يجب أن نتخلص منه، ومن نماذج تتبرع بالنفاق، وتسعى لتقديم مسوغات تعيين طمعا أو رغبة فى حجز مكان ضمن النظام القادم أيا كان.
وربما لا يكون السيسى نفسه مسؤولا عن كثير من اللغط وتحركات المشتاقين وأصحاب نظرية النفاق العابر للأنظمة. لكن الخطر من استمرار النظام الذى يسمح بذلك، والحل هو السعى لإلغاء أى نظام يسمح بصعود المتسلقين، ورفع السلالم التى يصعد عليها المنافقون.
وحتى كثيرون من مؤيدى السيسى يشعرون بالغضب من تكالب كتائب النفاق، ومن ثبت تورطهم فى إفساد الحياة السياسية إلى حملات التأييد الفج، الأمر الذى يعطى الخصوم فرصة الاصطياد فى ماء النفاق العكر، ويخوفون الناس من عودة أنظمة الظلم والفساد والمحسوبية والواسطة، ماذا تفعل لو كنت مكان السيسى، فهو لا يريد أن يدفع يدا تمتد له، ولا يريد أن يحسب عليه المنافقون وهى معادلة تحتاج لحل لن يأتى إلا بتغيير النظام الذى يجعل للمنافقين النصيب الأوفى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة