د. عبد الله المغازى

نحو حل أزمة الجامعات المصرية

الجمعة، 11 أبريل 2014 05:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاشك أن ما تشهده ساحة الجامعات المصرية بلا استثناء _ فى الوقت الراهن _من تجاوزات من بعض الفئات ممن يعتقدون أن الدولة المصرى لا تملك أدوات الردع الكافية، وأن ممتلكات ومؤسسات الدولة التعليمية أصبحت مستباحة لهم يفعلون فيها ما يشاءون فى الوقت الذى يريدون. هذا الفكر الذى تولد لدى هؤلاء الطلاب كان للمسئولين عن الجامعات فى كافة مستوياتها، بداية من رئيس الجامعة إلى أصغر موظف بها، نصيب فى تكوينه عندما اختاروا الطريق غير الصحيح، لإخراج الجامعات وطلابها من دوامة العنف المستمر يوميا، والذى أثر بشكل واضح وكبير فى العملية التعليمية.

لذلك فإن كلامى اليوم موجه إلى مجتمع الجامعات _ إلى رؤساء تلك الجامعات وإلى طلابها _ فبالنسبة إلى رؤساء ومسئولى الجامعات يجب عليكم اتخاذ مواقف جادة نحو إمكانية تقديم الامتحانات للكليات النظرية _ وطلابها ليس عددهم بالقليل _ وضغط المنهج بحيث يسمح بتقديم ما تهدف إليه الكلية من العملية التعليمية، هذا من ناحية أولى. ومن ناحية أخرى يجب وضع كاميرات مراقبة فى كل مكان فى الجامعة، بحيث تسهل عملية التعرف على من يفسد ويخرب ويحرق ويزرع القنابل.. كذلك يجب عمل دفاتر للحضور والانصراف فى الكليات العملية حتى يتسنى معرفة أكثر الطلاب تغيبا، هذه الأمور أعتقد أنها كلها فى الإمكان لا تحتاج فقط إلا إلى إرادة جادة من رئيس جامعة مسئول.

أما الطلاب من الشباب والذين يعتقدون أن تخريبهم وإفسادهم فى مؤسسات الدولة هو أمر محمود، هذه المؤسسات التى تقدم لهم كافة متطلبات العملية التعليمية، وتكلف الدولة ملايين الجنيهات سنويا لكى تخرج للمجتمع شبابا على درجة علمية وأخلاقية رفيعة المستوى، هذه المؤسسات التى سوف يتعلم فيها أبناؤهم من بعدهم كما تعلم فيها آباؤهم من قبلهم.. هذه المؤسسات التى تُخرج من بين أسوارها رجالا صدقوا ما عاهدوا أنفسهم، والوطن عليه من رفعة شأن وطنهم، وتقديم الغالى والنفيس مقابل الذود عن وطنهم.

كما علينا أن ندرس بعناية شديدة لماذا لا يحدث هذا العنف والتخريب فى الجامعات الخاصة، كما يحدث فى الجامعات المصرية الحكومية؟ هذا الأمر يستحق منا الدراسة والتحليل ومعرفة الأسباب، وعرضها بطريقة واضحة لا لبس فيها، ولا غموض وهل ارتفاع المصروفات وخلافها من شروط الالتحاق بالجامعات الخاصة له عامل مؤثر؟ كما يجب التفكير فى وضع معايير جديدة لضبط العملية التعليمية الحكومية.

حقا.. إن الدولة المصرية فى مفترق الطرق الآن، والعالم كله يشهد على ذلك، ويترقب، وأنا أؤكد لكم أننا عازمون على السير نحو تحقيق خارطة الطريق بكل استحقاقاتها، وأجدر الناس على فهم ومعرفة هذا الواقع، يجب أن يكون مجتمع الجامعات المصرية بداية من الرؤساء إلى جميع الطلاب، وأن العملية التعليمية ليست وجهة نظر كما يعتقد البعض.

إن الطريق إلى تحقيق انتخابات رئاسية تبهر العالم كله ليس طريقا سهلا مفروشا بالورود كما يعتقد البعض _خطأ منهم لتقدير الموقف _ ويقولون ما دخل الجامعات وطلابها فى الانتخابات. ولكنى أقول لهم إن الدولة المصرية منظومة واحدة متكاملة، وحتى نستطيع سحب بعض رجال الجيش والشرطة المتمركزين أمام الجامعات لحمايتها من الطلاب المفسدين والمخربين ممن لا يعرفون قيمة العلم ومبانى المؤسسات التعليمية، بحيث يتم سحب هذه القوات للمشاركة فى العملية الانتخابية والانتشار فى أكثر من مكان على أنحاء الدولة بالكامل، لبث الطمأنينة فى نفوس المواطنين.. حمى الله مصر وشعبها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة