المعارضة الرسمية فى عهد مبارك كانت شريكة فى الحكم والأعمال، تم بيع القطاع العام، وتم تشريد العمال وازدهر القمع ونهبت ثروات البلد، وانهار التعليم وتخلت الدولة عن علاج مواطنيها، وفقدت مصر بريقها ونفوذها على المستويين الإقليمى والدولى، ولم تنظم هذه المعارضة مسيرة واحدة أو مظاهرة لاسترداد مصر، ولأنها معارضة حزبية تأخذ دعما من مجلس الشورى ويتاجر رموزها مع الحكومة، فهى لم تملأ عين النظام، فتم استحداث معارضة فضائية توحى لك أنك فى بلد ديمقراطى، قنوات وصحف يمتلكها الذين استفادوا من فساد الخصخصة، ومن بيع أراضى الدولة برخص التراب، تفتح استديوهاتها لمعارضين أكثر إقناعا، وأصبحت ولأول مرة فى التاريخ تتفوق مكاسب المعارضة على مكاسب الموالاة، وأصبح المعارض الحقيقى خصما للاثنين وهو الذى كان موجودا فى ثورة يناير بعيدا عن الكاميرات، الإخوان كانوا شركاء أيضا لأنهم فكروا فى البزنس والبرلمان وتوسيع قاعدة الجماعة، وعندما وصلوا إلى الحكم حولوا المعارض إلى كافر وحكمهم إلى الشرعية، لم يجدوا إلى جوارهم غير مجموعة تعبانة، بعد 30 يونيو، اعتقد كل واحد أنه هو الذى أطاح بحكم المرشد، وبالتالى يجب أن يأخذ شيئا فى العهد الجديد، فى حين أن الجميع يعلم أن الشعب نزل بنفسه وخلص الموضوع، لم يعد الإخوان فى السلطة ولا مبارك بالطبع، ولم تجد المعارضة البلاغية ميسورة الحال فرصة للعودة إلى لقبها المحبب «معارضة»، فاتفقت على اعتبار ما قام به محافظ الوادى الجديد من عمل توكيل للسيسى فرصة لتذكير الناس بهم، وكأن ما قام به الرجل هو الشىء الوحيد الذى يستحق المعارضة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة